النضال الوطني..نضال عربي في الفكر القومي بقلم:د-عزالدين حسن الدياب

 

ثمة أطروحات،وأهداف ومبادئ،ومصطلحات ومفاهيم،وقوانين قال بها فكر الثورة العربية،وبرهن عليها في نضاله،وتعين أفعاله في تجربته في العراق.والفكر الذي قال بأنّ الوحدة ثورة في حياة الأمة العربية،عنى قضايا كثيرة في هذه الحياة،منها على سبيل المثال،حدود القطر العربي الواحد،هي حدود الوطن العربي،ومن الشواهد والدلائل والبراهين،عندما قال بأنّ القضية الفلسطينية قضية قومية،وهي من قضايا الأمة العربية الرئيسة،وكان يشير من خلال ذلك إلى موقع فلسطين الجغرافي في قلب الوطن العربي،ومن كونها صلة الوصل،بين مشرق هذا الوطن ومغربه.

ونعود في هذه الحالة ،إلى أطروحاته القانون:نضال الوحدة يقود إلى وحدة النضال،فنجد أن النضال الوطني يكسب شرعيته القومية،إنطلاقاً من قاعدة منهجية، دللت على صحتها النضالات الوطنية،التي تنتهي كنضال قومي، الأنموذج النضال في سبيل فلسطين حرة عربية،وثورة الجزائر تلاقت على أرضها،وفي سبيل خلاصها من الاستعمار الدماء العربية،والوقفات الشعبية،التي شهدتها الساحات العربية،أضف إلى ذلك،النضال الوطني،الذي انتهى قومياً،مذكراً بأطروحة الفكر القومي التي تقول بإن الوطنية هي العروبة،والعروبة،هي القومية العربية،وثمة مؤشرات،عبر النضال العربي ،في دفاعه عن عروبة فلسطين، عروبة الجزائر،والإهواز،والجزر الإماراتية. وإضافةإلى النضال،فقد أخذت قومية الوطنية لهذه الأقطار العربية حيزاً في فكر عدد كبير من الباحثين والكتاب العرب.

وثمة مؤشر هام رآه الفكر القومي،في أنّ النضال الوطني،نضال قومي بامتياز،وذلك عندما قال بوحدة التحديات التي تواجه الأمة العربية في معركة مستقبلها،ورآها في وحدة معركة المصير العربي،التي يحددها أحد أهم المؤشرات،هي الأخرى وحدة العدو المشترك،ألا وهي الصهيونية العالمية،التي سوغت لنفسها مشروعها القومي،الذي يطرح نفسه بديلا للأمة العربية في دورها ومكانتها ورسالتها،في دولة صهيونية تمتد من النيل إلى الفرات،والفكر القومي عندما رأى أنّ النضال الوطني في وجهه وبعده القومي أرضا وثقافة وتاريخاً، يتلازم ويتماهى،في حساباته الاستراتيجية بقوله:”نستخلص أنّ نضالنا لايمكن أن يتكافأ مع قوة الأعداء ووسائلهم،إذا لم يكن أوّلاًنضالا عربياً موحداً،وثانياً نضالاً إنسانياً.ص209-في سبيل البعث-ج5

وفي إعطاء الفكر القومي،للنضال الوطني القومي بعده الإنساني يريد أن يؤكد من جهة،إن هذا النضال،يؤكد على إنسانية الثورة العربية ضد الصهيونية العالمية،ومن جهة ثانية أن يرى في البعد الإنساني جهداً إضافية،يضاف إلى جهد النضال الوطني القومي في معركة المصير العربي وثمة خصيصة عربية لوحدة النضال الوطني،مع النضال القومي،عندما وجد في وحدة التحديات،ووحدة الآمال والآلآم تنامى،بل قوة المشاعر القومية،تدفع بهذا الشعور،إلى أن ترتقي تطلعاته الوطنية،إلى مستواها القومي العربي،فالمشاعر الًوطنية،هي في التحليل الأخير مشاعر قومية بامتياز.

اذا النضال الوطني نضال قومي،لكن هذا النضال ،كما رآه الفكر القومي،يجب أن لاينسينا أبدا،أنه أعطى للبعد الوطني أهميته،في بناء السيادة القومية،فالسيادة الوطنية في هذه الحالة متممة للسيادة القومية،لما بين البعد الوطني،وفي عمقه البعدالجهوي،من علاقة،عضوية ووحدة،وتاثيرا متبادل لايتوقف،بحكم كما أسلفنا،أن الوحدة العربية،ثورة في حياة الأمة العربية،وكيف لاتكون كذلك وهي المحدد الموضوعي للنهضة العربية،فالقطر وحده يعجز عن تحقيق النهضة منفرداً،وهذا مايسوغ للفكر القومي شرعيته المنهجية عندما قال:إنّ النضال الوطني،نضال قومي.

*د-عزالدين حسن الدياب-22-7-2024.*