محمد باهي حرمة
صحفي موريتاني عينه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مديرا لمكتب وكالة الأنباء العراقية في باريس منتصف الثمانينات.
بعد الإعلان عن استقلال الجزائر في يوليو 1962، شد الرحال صوب بلد المليون شهيد، حيث كانت مقالاته حول ما يجري بالجزائر من أحداث تصل إلى الإعلام الدولي، كما أسس جريدة ” المجاهد” الناطقة باسم جبهة التحرير الوطني.
ساهم في إرساء لبنات صحيفة “الشعب” بسوريا كانت مقالاته تتجاوز حدود الأقطار العربية، وتتفاعل مع الأحداث التي يشهدها أكثر من بلد عربي، بالمتابعة والتحليل الرزين للوقائع وبأسلوب الصحفي الملتزم المهموم بالقضايا القومية العربية.
كان أول صحافي عربي يصل الأراضي الليبية في ثالث يوم من قيام ثورة الفاتح في سنة 1969، التي أوصلت العقيد معمر القذافي إلى الحكم بليبيا؛ وأذاع للعالم بيان الثورة.
كتب عنه الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف:
كان يمشي على كورنيش بيروت، فتقف المدينة بشغف السؤال لتكتشف من هذا الفارس القادم، من زمن القصص البعيدة، تلك التي تحكي في كراسة الدرس عن بحر الظلمات، عن شنقيط ومراكش وطنجة وهرقل.
كان هو يمشي لا مباليا بالزمن (متى اهتم به)، رحالة كما اعتاد، منذ غادر خيمة معنى حياة شربه مع الألبان، في امتداد عروق بيداء اترارزة و ‘أدرار’ و’أطار’ من بلاد شنقيط الممتدة. كان يمشي في صباحات بيروت، بنخوته المتأصلة، وحين تأتي إليه قبرة ما، يتلو على خصلتها التي تراقصها الريح، قصائد بن الملوح، وغير قليل من قصائد طرفة بن العبد، قبل أن يغرف من بئر صاحبه المفضل أبو الطيب المتنبي، حكما خالدة..