الوثيقة التأسيسية لمنظمة الشباب والطلبة لحزب الإصلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الإصلاح وحدة ـ عدالة ـ ديمقراطية
منظمة الشباب والطلبة
الوثيقة التأسيسية
يأتي تأسيس منظمة الشباب والطلبة لحزب الإصلاح في ظرف زمني بالغ الدقة، إن على مستوى الوطن أو الإقليمي أو الدولي.
فعلى المستوى الوطني يوشك تنامي النزْعات الجهوية، والدعوات الشرائحية والعرقية والطائفية أن يُنبئ بانفصام عرى الترابط السوسيوـ ثقافي لمجتمعنا وبالنيل من اللحمة الوطنية؛ ومن ثم، فإنه يشـي بأن الوطن بات في أمس الحاجة إلى شبابه، شباب الواعي كل الوعي بمسؤولياته والمقدر حق التقدير لأدواره المتعين عليه أن يتحملها في مجتمعه الحديث العهد بالممارسة الديمقراطية، كما أن عليه أن يُبين عن نزوع فعلي، وإرادة صلبة واعية نحو تأسيس دولة وطنية.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، يكشف مستوى التنافس على كافة الصعد والمستويات، والتحديات المتزايدة في عددها وحجمها وخطورتها في قضايا الهوية الوطنية، والتعليم والتكوين والتشغيل والأمن والاستقرار الفردي والاجتماعي، وواقع عولمة لا ترحم، ونزعات نحو الإقصاء والاحتواء والتطرف والعنف والمخدرات والتهريب والهجرة في مستوييها السري والفكري والعقلي: هجرة الأدمغة والعقول… يكشف كل ذلك عن حاجة بالغة إلى اهتمام الأوطان والبلدان بشبابها، وإلى اهتمام الشباب بأو طانه وبلدانه في هذا الخضم الموصوف آنفا.
نعم…لقد اخترنا لمؤتمرنا التأسيسي أن ينعقد تحت شعار: “إصلاح الشباب ضمان المستقبل“؛ بما تتضمنه الكلمة المفتاح في هذا الشعار “إصلاح” في بعدها الدلالي من اعتراف صريح بخلل ما يستوطن بعدا ما من أبعاد الممارسة السياسية والمؤسسية، كما أنه يضع الأصبع على عمق الجرح، من حيث أن هذا الخلل يصيب حجر الزاوية ومكمن أي عمل إصلاحي استراتيجي أو مستقبلي جاد؛ أي أن له خطورته البالغة على مستوى الوطن والأمة والعالم… والحزب إذ يعترف بهذا الخلل، ويعبر عنه، يستحضر القيمة الأخلاقية العليا لهذا الاعتراف، كما أنه يدرك تمام الإدراك ويعي كامل الوعي أن الاعتراف وحده لا يكفي؛ وأن لا فائدة ترجى منه ما لم يتوج بانطلاقة فعلية نحو إصلاحه.
غير أن البعد الأكثر تعبيرا والأعمق في دلالته يقتضي أن الشباب العمل على ضمان المستقبل، مستقبلهم هم أولا، باعتبارهم الأداة، ومن حيث هم صمام أمان، وقوة للأوطان، وباعتبارهم السند الذي لا يميل؛ فهم بوصلة للأمم من المحال أن ترتكس طالما أنها عليها ترتكز، لما لها من قوة وفاعلية، ولما تملك في الغالب من قدرات هائلة، وطاقات متجددة وطموح فذ دائب.
في نظرته للشباب، يسلم حزب الإصلاح بالعبارة القائلة: إن الإنسان في سن الشباب يحتوي على أعلى درجة وأكمل طاقة من الفضائل الحية، وأنه إن كان لا يستطيع التعبير عنها باللفظ والكمال، وبالحكمة والرصانة، فما ذاك إلا لأنها فضائل حية متقدمة لا تترك لها حيويتها مجالا لأن تصاغ في الكلام: نعني الكلام الحكيم المستند إلى الأفكار الرصينة.
ولعلنا واجدون في حزب الإصلاح تحقيقا للجدلية بين حكمة الشيوخ واندفاع الشباب. لذا، يرى الحزب أن الشباب أداة كل تغيير اجتماعي وسياسي وأخلاقي. فهو مصدر الانطلاقة للأمة والحفاظ على حضاراتها وتطويرها، وهو، فضلا عن هذا وذاك، صناعة آمالها وعز لأوطانها.
بهذا، وبه وحده ربما، يؤهَّل الشباب لأن يكون مقياسَ تقدم الأمم وتأخرها، ومعيار رقيها وانحطاطها.
ومن هنا، فإن منظمة الشباب والطلبة في حزب الإصلاح، وتأسيسا على ما تقدم، واستمرارا لتعميق الأهداف الواردة في النظام الأساسي ستعمل على:
الدفاع عن المكتسبات الوطنية في مجال الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان، وصون الاستقلال، ونظام الجمهورية، ومؤسسات الدولة و تعزيز دولة القانون و الفصل بين السلطات.
العمل على توطيد الوحدة الوطنية والتآخي بين مكونات الشعب الموريتاني المتحد في الدين والهوية والماضي المشترك والحاضر المعيش والمستقبل المنشود من أجل دولة المواطنة و المحو الكلي لآثار عار العبودية و الشرائحية.
بلورة رؤية واضحة حول التعليم ومحو الأمية والتكوين بالتشارك مع كافة الفاعلين والمهتمين بتلك القضايا… ذلك أن الحزب يعتبر إصلاح التعليم مفتاحا لحل كل المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
إيجاد استراتيجية وطنية اجتماعية خلاقة، تأخذ بعين الاعتبار التوازنات الاجتماعية الضرورية للحفاظ على السلم والأمن الاجتماعيين، باعتبارهما أساس التوازن والتوزيع الفعلي للسلطات و خلق الأطر العادلة و الفعالة لتجديد الطبقة السياسية، ذلك أن الشباب لا ينبغي أن يكون وقودا للشرائحية والإقصاء والنزعات الضيقة.
توفير العدالة الاجتماعية والتفريد العقاري، بحسب معايير الكفاءة والوطنية و انهاء الممارسات الاقطاعية بالملكية الجماعية للأرض، ذلك لإيمان حزب الإصلاح بالعدالة الاجتماعية التي هي من ضمن شعاره؛ ويعتقد أن الوحدة الوطنية لا يمكن أن تصان إلا إذا تحققت العدالة الاجتماعية؛ كما أن من لوازم هذه العدالة التفريد العقاري؛ فالأرض لمن يحييها، وينبغي أن تكون ملكا للدولة توزعها على من يستحقها.
لعمل على الترسيم الفعلي للغة العربية كلغة رسمية لضمان التواصل بين مكونات المجتمع و انهاء الميوعة في السيادة الوطنية فمن الأساسي لأية دولة أن تكون لها عملة واحدة و علم واحد و لغة رسمية واحد.
العمل على بناء الانسان الموريتاني الجديد المهتم بالفن والترفيه، لما لهما من دور إيجابي في حياة الشباب وصقل مواهبه، وتهيئته للإبداع الخلاق.
محاربة البطالة، باقتراح استراتيجية وطنية للتشغيل والتكوين المهني والتناسق بين التكوين وسوق العمل و دعم المؤسسات الصغيرة كل ذلك من أجل ضمان حياة كريمة للشباب تؤمنه من الغلو و التطرف و ثقافة الكراهية.
تزخر البلاد بثروات طبيعية هائلة، وحيوانية متنامية وثروة سمكية لا تنضب وأراض صالحة للزراعة، وموقع استراتيجي مما يؤهلها لأن تكون دولة غنية, ومن ثم، فإن الحزب سيعمل على التحسيس حول الثروات الوطنية، والموروث الفكري والروحي الوطني، والحفاظ عليهما وصيانتهما…
تشجيع الشباب على الاسثمار في مجال المبادرات والمشاريع الصغيرة والأنشطة المدرة للدخل؛ لقناعتنا الراسخة بأن انعدام الوسائل وأوقات الفراغ والطاقات الهائلة التي يتمتع بها الشبان، كلها أدوات ذات تأثير عكسي، إن هي لم تستغل بالطريقة المثلى، وعلى الوجه الأكمل المخطط له،
محاربة الهجرة: هجرة الأدمغة والعقول الوطنية، وخاصة الشبابية منها. ولن يكون ذلك إلا بالتفكير الجاد مع بقية الفاعلين في إجراءات عملية تجعل الوطن عامل جذب لا عامل طرد و الاقصاء.
نواكشوط، بتاريخ 18/مايو/2017 م