رد على صمبا اتيام رئيس حركة افلام / الدكتور محمد ولد الراظي عضو قيادة الحزب مكلف بأمانة الإرشاد والتوجيه الفكري في حزب الإصلاح

تتبعت المقال الذي نشره الأخ صمبا اتيام رئيس حركة افلام وما ذكر فيه حول مزايا التدريس باللغة الأم بالنسبة للأطفال في مراحل العمر الأولي وهي مزايا لا يختلف عليها اثنان وأراد أن يكون ذلك توطئة منه وتبريرا لطرحه حول ترسيم كل اللغات الوطنية والتدريس بها واستخدامها لغات إدارة ومعاملات…وجاء بنماذج لدول نجحت في إدارتها وتعليمها وتنميتها بلغاتها الوطنية دون اللغات الأجنبية ولكنه توقف بقصد أو سهو أو نسيان عن ذكر بُعد آخر لذاك النجاح وهو وحدانيه اللغة الرسمية في هذه الدول التي ذكرها بالإسم….

قد يكون الأخ نسي أو تناسي أن الدولة كيان جامع موحَد وموحِد ولو لم يكن كذلك ما كانت الحاجة فيه أصلا…….وما ينطبق علي المجموعات كل واحدة لوحدها لا ينطبق عليها مجتمعة في كيان دولة جامعة تتنوع مكوناتها وتختلف في الكثير من السمات وتجتمع جميعها في المواطنة والإنتماء للدولة…..الكل حر في بيته أما علاقة البعض بالبعض والكل بالدولة فبموجب عقد يسمي الدستور والعقد شريعة المتعاقدين …

ثم إن الأخ يدرك جيدا أن اللغة لا تُفرض ولكنها تفرض نفسها وأن اللغة العربية فرضت نفسها كلغة دين علي المسلمين وكلغة علم ومعارف علي العالم الآخر وكلغة كونية بإعتمادها ضمن لغات الأمم المتحدة ولا يشفع لها في هذا الزمن نصر في حرب ولا قوة في اقتصاد ولا خوف من أهلها ولا طمع فيهم وإنما لأنها لغة يدرك الجميع غناها وقوتها البيانية والبلاغية وصمودها في بنيتها وتركيبها ومفرداتها وانتشارها وتمددها رغم كل عاديات الزمان…….ويعرف الأخ صمبا تيام ونعرف جميعا أن المجتمع البولاري واحد من أكثر المجتمعات أخذا بالإسلام دينا وثقافة…….والثقافة في المجتمعات المتدينة حين تجرد من الدين لن يبقي منها شيئ كثير….

يذهب بعيدا في تقديم أمثلة لنماذج دول نجحت بالتدريس بلغاتها الوطنية وكان عليه أن يذكر بعض النماذج القريبة أو الأقل بعدا هنا في المنطقة وهناك في فرنسا ….وهو استنكاف مفهوم……لكن لا بأس أنه جاء بنماذج اليابان والنرويج وماليزيا كدول نجحت في تجربتها التنموية كل بلغته الوطنية وهو ما نؤكد عليه دوما ولكنه توقف عن شيئ مهم أيضا وهو أنه إذا استثنينا اليابان التي قد تكون من نوادر الدول في العالم التي لا يوجد بها تنوع لغوي فإن النموذجين الآخرين يؤكدان صدقية الحاجة لوحدانية اللغة الرسمية.

نجحت ماليزيا بإعتماد لغة الأغلبية كلغة رسمية وحيدة رغم أن الناطقين بها لا يتجاوزون 45% فقط من السكان ولم يشك أحد من الناطقين باللغات الأخري (أكثر من 120 لغة) من غبن ولا تهميش ولا عنصرية دولة بل إن هذه اللغة هي لغة التواصل بين كل مكونات المجتمع الماليزي.

أما النرويج فبها عدة لغات ولغة رسمية واحدة معتمدة في الإدارة والمدرسة ينطق بها ما يقارب 85% من السكان……..