نحتاج سياسة مائية شاملة وواضحة / التراد ولد سيدي
إن تطور سنين الجفاف الذي استمر عقودا غير التوازن الذي كان قائما بوجود قدر من الماء في الطبقات العليا وأحيانا الأعمق من ذلك تلبي حاجة الشرب للبشر والمواشي في جميع مناطق البلاد فقد بدأ النضوب والملوحة في جميع البلد يزداد شيئا فشيئا حتى أصبح عدد من المدن الكبيرة والصغيرة وكثير من الحواضر مهددة تهديدا جديا باستحالة استمرارهم دون حل مشكلة المياه التي يقاسون. لقد اصبح الوضع غير قابل للاستمرار دون حل و لشمول ظاهرة العطش لكل مناطق البلد فقد أصبح وضع سياسة شاملة ذات مديات قصيرة ومتوسطة وبعيدة لا غنى عنه بل ملحة جدا إننا نحتاج في المدى القصير لمجهود واسع لاستكشاف أي مكمن للمياه يمكن به توفير حل مؤقت. وفي المدى المتوسط نحتاج تنفيذ أمرين الأول : بدؤ استغلال كل المكامن المعروفة للمياه الجوفية والثاني وضع سدود صغيرة ومتوسطة على جميع مجاري المياه على مساحة البلد ليمكن من احتفاظ طبقات الأرض ببعض الماء وتزويد المياه الجوفية التي تستنزف ببعض ماتفقد. وفي المجال بعيد المدى نحتاج مشاريع ضخمة في مجالين.
الأول: العمل للاستفادة من النهر ومن سد فم لغليته وإذا استطعنا أن نبني سدين للواد الأبيض و كوركورو و توصيل مياههما ومياه سد فم لغليته لما يمكن أن تصله.
الثاني : وضع مصانع تحلية لمياه البحر و العمل لبلوغها أقصى مايمكن أن تبلغه من الأراضي العطشى في تيرس وآدرار وتكانت .
إن وضع البلاد لم يبقى يتحمل عدم مواجهة الحالة بسياسة شاملة و واضحة ومهما كلف الأمر فإنه لا يمكن التفكير في عدم القيام به و أيا تكن نقطة البداية في سياسة حل مشكلة العطش القاتلة فإن المطلوب أن نبدأ في مواجهة جدية لهذه المعضلة والتنفيس عن مئات الألوف من مواطنينا في عشرات المدن والحواضر يعانون عطشا استمر يزداد يوما بعد يوم حتى أصبح في وضع لا يطاق.
إن مهمة معالجة العطش تساوي في أهميتها مشكلة وباء كورونا أو تزيد عليه. فلا يمكن أن تبقى دون حل ولا يمكن علاجها إلا أذا امعنى النظر إليها و وضعنا سياسة حقيقية “كما أوضحنا” وخصصنا من المال والجهد القدر الذي تحتاج وتابعناها بالحرص والحزم الكفيلين بعلاجها.