حين تصفق الأمة لمن يسرقها فاحزن عليها لا عليه/الأستاذ النقيب أحمدو ولد امبارك

سوق القيم انهار.
وباتت الرجولة تقاس بما في الجيب لا بما في القلب.
لم يعد يسأل الرجل عن مبدئه بل عن ماركته.
تصفق الجماهير لمن يسرقها.
ننافق حتى في الضحك ونحن نسخر من اعماق قلوبنا.
ثم نحث ابناءنا على الصدق.
فكيف نأمر الصبي الذي بعقله الفطري اكتشف اننا مناقون بأن يكون صادقا؟

ارسطو لخصها منذ قرون.
“الفضيلة لا تكتسب بالمال بل بالجهد وهي وحدها ما يجعل الانسان جديرا بان يحترم.”
وفي تامل اخر له:
“اسوا اشكال انعدام العدالة هو ان نعامل من لا يستحق كانه يستحق.”

وما اكثر من نمنحهم المجد لا لانهم اهل له بل لاننا اعتدنا التصفيق ونسينا التمييز.

النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو سيد الناس نام على حصير ترك اثره في جسده.
لا عجزا بل خيارا.
فما بالنا نقيم الناس بما يركبون لا بما يحملون من قيم؟
نقصي العاقل ونصدر الجاهل ونفتح المنابر لمن يثير لا لمن ينير.

الفساد لا يهزم الامم فقط بل يقتل الايمان بها.
العراق لم يسقطه الغزو فقط بل اسقطه الداخل المتعفن حين اعتلى السفهاء الصدارة وتراجع الشرفاء الى الظل.
مونتسكيو حذر من ذلك حين كتب
حين يفسد الناس تصبح القوانين كخيوط العنكبوت يمزقها الاقوياء ويحاصر بها الضعفاء.

وفي الختام
عندما سئل احدهم وقد انهار حليفه الاكبر ان كان سيغير مبادئه السياسية
اجاب ببرود عنيد
“قد نشك ويتحول شكنا إلى يقين عن حقيقة المسيح ومقابر روما قبل ان نفكر مجرد تفكير في صحة مبادئنا.”
“فيدل كاستور”