العرب والعالم وقمة بايدن الديمقراطية (1) أفكار غامضة.. نوايا سيئة / السيد زهره

  • يريدون محو مفهوم سيادة الدول وتشريع حق التدخل والتخريب
  • القوى المتآمرة الخائنة لأوطانها تحلم بالعودة في حماية أمريكا والغرب
  • محلل امريكي: أمريكا الضائعة هي التي بحاجة الى مساعدة ديمقراطية
  • فلول إدارة أوباما يريدون الانتقام وإعادة مؤامرة 2011
  • ما علاقة القمة بصراع أمريكا مع روسيا والصين؟
    هذا حدث يجب ان نتابعه في الدول العربية باهتمام. نحن اول المعنيين في العالم به وبما يمكن ان ينتج عنه.
    نعني مؤتمر الديمقراطية، او القمة العالمية للديمقراطية الذي سوف ينظمه الرئيس الأمريكي بايدن افتراضيا يوم ي 9 و10 ديسمبر القادم.
    عقد هذه القمة كان من أكبر الوعود التي اطلقها بايدن اثناء حملته الانتخابية الرئاسية.فعل هذا في ذلك الوقت كأحد اكبر الأوراق التي تصور انه يملكها لتعزيز حملته الانتخابية في مواجهة ترامب الذي اعتبر انه تخاذل في الدفاع عن الديمقراطية في العالم. واعتبر بايدن ان عقد هذا المؤتمر سيكون اكبر مؤشر على عودة أمريكا لقيادة العالم.
    وبعد ان فاز جدد بايدن في خطاب تنصيبه هذا الوعد بعقد المؤتمر وعلق عليه آمالا كبيرة.
    في الأيام الماضية تم بالفعل توجيه الدعوة الى اكثر من 100 دولة لحضور القمة.
    لسنا بحاجة الى القول اننا في الدول العربية اول من يجب ان يتابع المؤتمر.
    ما هي اهداف بايدن بالضبط من عقد القمة؟ ما هي مختلف الآراء حول القمة؟.. ما الذي يمكن ان ينتج عنها من مواقف واجراءات؟
    كيف يمكن ان يؤثر كل هذا علينا في الدول العربية؟ واي موقف يجب ان نتخذه؟ وما الذي يجب ان نتحسب له أونستعد له؟
    سنحاول في هذه المقالات ان نجيب عن هذه التساؤلات.

 
عن المؤتمر
كما ذكرت في اثناء حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية، كان عقد هذا المؤتمر من اكبر الوعود التي قطعها بايدن. وعد بأنه خلال العام الأول من رئاسته سوف يعقد قمة عالمية للديمقراطية لنشر وتعزيز الديمقراطية في العالم ولحشد جهود الدول الحليفة في هذا الاتجاه.
مؤخرا اعلن البيت الأبيض الأمريكي عن عقد المؤتمر وقدم بعض التفاصيل عنه.
قال البيت الأبيض في بيانه: “يواصل الرئيس بايدن هذا الالتزام، ويسعده أن يعلن عن أنه سيجمع قادة من مجموعة متنوعة من الديمقراطيات في العالم في قمة افتراضية من أجل الديمقراطية في ديسمبر، على أن تتبعها قمة ثانية وجها لوجه بعد حوالى عام. ستعقد القمة الافتراضية يومي 9 و10 ديسمبر”
واعلن البيت الأبيض ان هذه القمة ستتضمن التزامات ومبادرات تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية هي:
1- الدفاع ضد الاستبداد
2- مكافحة الفساد
3- تعزيز احترام حقوق الإنسان
وبحسب ما نشره البيت الأبيض، المفروض ان يشارك في هذه القمة ثلاث جهات هي، رؤساء وقادة الدول، وممثلين للمجتمع المدني والناشطين، وممثلين لقطاع الأعمال والقطاع الخاص.
ورغم اعلان القضايا العامة التي من المفترض ان يناقشها المؤتمر الا انه حتى الآن لم يتم الإعلان عن تفاصيل اجندته ونوعية القرارات التي من المخطط ان تصدر عنه.
لكن من المفهوم بشكل عام ان المؤتمر يندرج في اطار استراتيجية ” نشر الديمقراطية” الأمريكية، وهي الاستراتيجية التي احتلت أولوية كبرى على اجندة إدارة الرئيس أوباما بكل ما ترتب على تنفيذها من جرائم ومآس في العالم كله وفي الدول العربية بصفة خاصة. وبداهة كان بايدن من اكبر المتحمسين لها حين كان نائبا لأوباما.
عموما كي نقيم قمة الديمقراطية هذه ونعرف موقع الدول العربية منها ونحدد موقفنا، علينا بداية ان نتعرف على مختلف المواقف والآراء من المؤتمر كما عبر عنها محللون وافراد ومنظمات، سواء في ذلك المتحمسون لعقده، او المتحفظون، وحيثيات كل موقف ورأي.


 
المتحمسون
هناك كثيرون متحمسون لعقد المؤتمر يعلقون عليه آمالا كثيرة. في مقدمة هؤلاء على الاطلاق ثلاث قوى وجماعات هي:
1- فلول إدارة أوباما، أي المسئولون في إدارة أوباما الذين اعادهم بايدن الى السلطة وعينهم في ادارته.
هؤلاء لم يفيقوا بعد من صدمة فشل مؤامرتهم الكبرى في فترة ما اسمي “الربيع العربي” في الدول العربية وخصوصا في البحرين ومصر. وهم يريدون الانتقام ويتصورون انه من الممكن على الأقل محاولة إعادة المحاولة التخريبية الكبرى وتحت نفس شعارات “نشر الديمقراطية”. والمؤتمر يمثل بالنسبة لهم اطارا لتحقيق هذا الهدف.
2- المؤسسات والمعاهد والمنظمات الأمريكية التي تحمل أسماء الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات وما شابه ذلك والتي كانت ضالعة في تنفيذ المخطط التخريبي عام 2011 والسنوات التي سبقت وتلت ذلك العام.
نعني مؤسسات ومعاهد مثل المعهد الديمقراطي الأمريكي، والمعهد الجمهوري الأمريكي، وفريدوم هاوس وامثالها.
هذه المؤسسات والمنظمات والمعاهد عاشت عصرها الذهبي في عهد أوباما وصالت وجالت في تدخلاتها السافرة في الشئون الداخلية في العالم وفي مخططاتها التخريبية. وفي عهد ترامب تم تحجيم هذه المؤسسات، وفقدت حظوتها ومنافعها. وهي اليوم مع بايدن، ومع مؤتمره هذا تحلم بعودة الروح الى دورها وأنشطتها وتدخلاتها التخريبية باسم الديمقراطية.
3- وبطبيعة الحال في مقدمة المتحمسين لمؤتمر بايدن والسعداء به القوى والجماعات التخريبية في العالم التي تزعم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان والإصلاح في حين انها تسعى الى تمزيق مجتمعاتها واغراقها في الفوضى واسقاط نظم الحمكم في بلادها وتدمير مؤسسات الدولة لأسباب ودوافع شتى سواء كانت طائفية او أيا كانت.
أيضا هذه الجماعات والقوى أصيبت بإحباط في عهد ترامب. وهي اليوم تأمل ان تعاود أمريكا والدول الغربية الأخرى تشجيعها وتقديم الدعم لها، ماديا وسياسيا واعلاميا، وان تعاود تبني اجنداتها ومخططاتها. وتأمل ان تكون قمة بايدن الديمقراطية هذه تدشينا لعودتها الى الساحة في حماية أمريكا والغرب. وهذه القوى بادرت منذ فترة بارسال الرسائل الى إدارة بايدن تحرضها وتقدم لها الأفكار والمقترحات.


 
أفكار خطيرة
اذا اردنا ان نعرف كيف يفكر المتحمسون لقمة بايدن الديمقراطية، وما هي رؤاهم وتصوراتهم لما يجب ان يصدر عن القمة، هناك كتابات كثيرة في هذا الخصوص. لكن اهم واخطر ما كتب في هذا الصدد ما كتبه باتريك كويرك مدير الاستراتيجية والأبحاث في المعهد الجمهوري الأمريكي. وكما هو معروف المعهد الجمهوري من اكبر المؤسسات المنخرطة في مشروع نشر الديمقراطية الأمريكية وله تاريخ طويل في دعم القوى والمنظمات التخريبية في مختلف انحاء العالم.
باتريك كويرك المسئول الكبير في المعهد كتب تحليلا مطولا خصصه للإجابة عن السؤال: كيف يمكن للمؤتمر ان ينجح وان يحقق اجندته الديمقراطية المنشودة؟
لنتأمل جيدا الأفكار التي يطرحها.
يقول بداية انه مع ان مجرد عقد المؤتمر تطور مهم للغاية، الا ان مجرد عقده ليس إنجازا في حد ذاته. انه مجرد أداة لتحقيق غايات محددة. وكي يحقق هذه الأهداف يجب ان يكون جزءا من استراتيجية اكبر واشمل لنشر الديمقراطية تتبناها ادارة بايدن.
وفي رأيه ان معيار نجاح المؤتمر سوف يتمثل في امرين كبيرين:
1- ان ينجح في وقف الانهيار والتراجع الكبير في الديمقراطيات في العالم. وقد شهدت الأعوام الماضية، وخصوصا مع ازمة كورونا صعودا كبيرا للنظم السلطوية التي فردت عضلاتها.
واي نجاح للولايات المتحدة وحلفائها في نشر الديمقراطية يعني تعزيز التحول نحو الديمقراطية في العالم، واطلاق موجة رابعة جديدة من الديمقراطية.
2- ومن اكبر معايير النجاح تشكيل تحالف دولي يقوم م على التزامات محددة لضمان ان الديمقراطية وليس السلطوية والاستبداد، ستكون هي نظام الحكم المسيطر في العالم مستقبلا.
وهذا التحالف الدولي يقتضي في رايه وجود نواة صلبة من الدول الديمقراطية تلتزم بالتقدم الديمقراطي في دولها وفي الخارج. وهذ الدول يجب ان تدعم الحركات الديمقراطية والناشطين بالموارد المالية وبالدعم السياسي.
لكن كيف يمكن لنتائج المؤتمر ان تحقق هذا النجاح المنشود على النحو السابق؟
يحيب المسئول في المعهد الجمهوري على السؤال بالقول ان هناك ثلاث خطوات وجوانب عملية كبرى يجب ان ينتهي اليها المؤتمر كي يحقق هذا النجاح:
1- يجب ان ينتهي المؤتمر بتشكيل تحالف قوي يلتزم التزاما حازما بدعم الديمقراطية ونشرها. هذا التحالف يجب ان يواجه بحزم محاولات الصين وروسيا للنيل من الديمقراطية.
المشاركون الرئيسيون في المؤتمر يجب ان يشكلوا مجموعة التحالف هذه وان يعملوا من خلالها على نشر الديمقراطية وحمايتها.
2- يجب ان ينتج عن المؤتمر التزام من الولايات المتحدة وحلفائها بدعم تشريع دولي جديد هو “حق المساعدة”. إقرار هذا الحق سوف يعطي شرعية لمختلف اشكال الدعم الخارجي للحركات الديمقراطية ويوفر اطارا للحركات والقوى التي تستحق تلقي هذا الدعم، ويحدد اشكال الدعم والمسائل الأخرى المرتبطة بهذا. وبشكل عام سيوفر هذا غطاء شرعيا للدعم الغربي لحركات المقاومة المدنية.
الفكرة هنا أيضا في رايه تتعلق بمفهوم السيادة بمعنى ان من شأن هذا التشريع ان يكرس مفهوم ان سيادة وشرعية نظم الحكم مرتبطة بمدى رضاء المحكومين. ومن شأن هذا ان يعطي قوة كبيرة لحركات المقاومة المدنية وفعاليتها ودورها.
3- في المؤتمر يجب ان تتعهد الولايات المتحدة وحلفاؤها بمضاعفة الدعم المالي الذي تقدمه لدعم الديمقراطية في الخارج ثلاث مرات.
الفكرة هنا كما يقول ان الدعم الدولي في حد ذاته ليس من شأنه تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود. ولكن القوى المحلية التي تستفيد من الدعم الخارجي يمكنها ان تفعل هذا. ومن المفروض ان تكون الولايات المتحدة وألمانيا، وبريطانيا، واليابان، في مقدمة من يقدم هذا الدعم المضاعف للحركات والمؤسسات الديمقراطية في الخارج ويساعد الحركات والقوى والمؤسسات الداعية للديمقراطية على القيام بدورها المنشود. كما نرى هذه الأفكار في منتهى الخظورة وليست بحاجة الى تعليق.


 
الرافضون والمتحفظون
في الوقت الذي يوجد فيه متحمسون كثيرون لمؤتمر بايدن، هناك أيضا كثير من الرافضين والمتحفظين على المؤتمر في داخل أمريكا وخارجها.
المتحفظون ينتمون الى فئات شتى، ولديهم وجهات نظر ومواقف مختلفة.
بالطبع في مقدمة هؤلاء الذين يرفضون من حيث المبدأ الهيمنة الأمريكية على مقدرات العالم، ويرفضون في هذا الاطار رفضا قاطعا تدخلات أمريكا في الشئون الداخلية للدول وما تقوم به من عمليات تخريب وفوضى واسقاط نظم واثارة حروب أهلية تحت ذريعة نشر الديمقراطية.
لدينا تراث كبير جدا من كتب ودراسات وتحليلات هؤلاء من كل انحاء العالم.
وغير هؤلاء هناك كثيرون حتى من بين المتحمسين للديمقراطية ومشاريعها في العالم، يتحفظون على مؤتمر بايدن. تحفظهم يأتي من منطلق اعتقادهم، ولأسباب كثيرة سنذكرها، ان القمة لا قيمة لها ولن تحقق أي شييء له قيمة، وانها فاشلة لا محالة. ولهذا يرون انه من العبث اهدار الوقت والجهد والموارد من اجل هذا المؤتمر وما سوف يتلوه.
وعلى العموم، تعالت في الفترة القليلة الماضية أصوات كثيرة جدا في داخل أمريكا وخارجها تعبر عن رفضها واستهجانها لقمة بايدن الديمقراطية، وتقدم المبررات والأسباب التي تدفعها لهذا الرفض وللتشكيك في جدواها من الأساس.
نستطيع ان نلخص اهم هذه المبررات والأسباب في الجوانب التالية:
1- ان أمريكا لم تعد لها أي مصداقية على الاطلاق تتيح لها الزعم بالحرص على الديمقراطية في العالم او الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان وما شابه ذلك من شعارات.
مفهوم بالطبع ان انهيار مصداقية أمريكا محصلة لسلسة طويلة من الجرائم المروعة التي ارتكبتها في العالم تحت دعاوى الديمقراطية والحريات. نتحدث هنا عن الجرائم المروعة في العراق وما انتهى اليه من خراب. ونتحث عن المؤامرة الأمريكية الكبرى في عهد أوباما.. مؤامرة ما اسمي الربيع العربي، وكيف تكشف ان وراء دعاوى نشر الديمقراطية مخططات اجرامية لتمزيق الدول العربية واغراقها في الفوضى. وجاء ما جرى في أفغانستان كآخر التطورات التي فضحت دعاوى الديمقراطية الأمريكية.
2- ان فاقد الشيء لا يمكن ان يعطيه. بمعنى ان الديمقراطية الأمريكية تمر أصلا بأزمة طاحنة تجسدت في ذروتها فيما جرى مع انتخابات الرئاسة الأخيرة وواقعة اقتحام الكونجرس.
هذه الأزمة ما زالت محتدمة وهي مفتوحة على كل الاحتمالات.
الأزمة دفعت كثيرين جدا في أمريكا الى أن ينتقدوا مؤتمر بايدن ويطالبوا بتركيز كل الجهد من اجل انقاذ الديمقراطية في أمريكا.
احد المحللين ألأمريكيين المعروفين جون فيفر، كتب تحليلا طويلا ملخصه ان أمريكا هي التي بحاجة الى جرعة من دواء “نشر الديمقراطية الذي تروج له وهي التي بحاجة الى تلقي دروس في الدمقراطية.. وقال ان بايدن اذا اراد ان يفعل خيرا، فانه يجب ان يستغل عقد المؤتمر كي يستمع ويحاول ان يتعلم دروسا من الدول الأخرى وان يعترف بأن أمريكا تواجه مشاكل كبرى بالديمقراطية وتطلب العون والمساعدة. ويضيف ان هذا مطلب خيالي لأن أمريكا تتصرف بعنجهية وترفض الاستماع للدول الأخرى على الرغم من اتها تائهة وضائعة.
3- كثير جدا من المحلين في أمريكا والعالم يرفضون القمة ويتحفظون عليها من منطلق انها في رأيهم لا علاقة لهم بالديمقراطية ونشرها أصلا. بعبارة ادق يرون ان ادارة بايدن تعقد هذه القمة في اطار اطماعها العالمية في الهيمنة على مقدرات العالم وتحديدا في اطار صراعها مع قوى مثل روسيا والصين وكجزء من استراتيجية محاصرة ومواجهة البلدين.
احد الخبراء قال انه “من الواضح أن اعتبارات استراتيجية في التصدي للصين لها دور في دعوة ديمقراطيات مضطربة ومتراجعة مثل الهند والفلبين اللتين تقعان في جوار الصين”. وأضاف “ربما يكون الشيء نفسه صحيحا بالنسبة لدعوة العراق حيث الديمقراطية معيبة بدرجة كبيرة وحيث الجوار مع النظام الديني الإيراني خصم الولايات المتحدة”.


هذا باختصار اهم ما يتعلق بقمة الديمقراطية والمواقف منها.
كما نرى، حتى الآن المطروح لمناقشته في القمة وما يمكن ان يصدر عنها كما لاحظ كثيرون هي أفكار غامضة غير واضحة المعالم عن التحالف الدولي الذي يراد تشكيله مثلا، وعن خطط وبرامج نشر الديمقراطية.. الخ. الأمر الواضح هو ان النوايا سيئة تجاه دول وشعوب العالمتحت ذريعة نشر الديمقراطية.
يبقى السؤال الأساسي،ما الذي تعنيه القمة لدولنا العربية بالذات، وما الذي يجب ان نتحسب له او نخشاه؟
هذا موضوع المقال القادم باذن الله
شبكة البصرة
الاحد 23 ربيع الثاني 1443 / 28 تشرين الثاني 2021
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في الموقع لاتعبر عن رأي الحزب بل عن راي الكاتب فقط