لقد تم إفساد ديمقراطيتنا./ اعل ولد اصنيبه

13يوليو2025

من الغريب أن يطالب العديد من الساسة بإدخال تحسينات فنية على عمليتنا الديمقراطية دون أن يدركوا أن هذه اللعبة قد تم تشويهها بشكل لافت.
في الغرب، حيث نشأت الديمقراطية التعددية، تلاشت التضامنات العرقية والإثنية والقبلية.
في بلدانهم، يختار الناخبون قادتهم على أساس الأفكار الكبرى، متبعين نمطاً كلاسيكياً يمتد من اليسار السياسي إلى اليمين، مروراً بالوسط. اليمين هو القطب المحافظ، في حين أن اليسار يمثل القوى التقدمية.
وعندنا لا يوجد شيء من هذا القبيل على الاطلاق. لا يوجد نقاش للإقناع، ولا برامج، وإن وجدت، فلا تتم قراءتها.
إن التصويت في بلادنا هو في الأساس تصويت طائفي وعرقي.
إن شخصا مثل زعيم حركة “ارا” لا يقوم بأكثر من التحريض على أحفاد السادة البيظان السابقين، مع الاطناب في اهانتهم، ويكرر بالدوم أنه يجب على الحراطين التجمع لانتزاع السلطة، من أجل الانتقام منهم ومن التاريخ. ولقد حصل على نتائج انتخابية جيدة.
أما بالنسبة لحركة “افلام”، وهي حركة عنصرية، فإنهم يستغلون النسيج العرقي ويهددون البولار بفوات قطار التاريخ إذا استمروا في المعاناة من هيمنة البيظان. فنجحت الحيلة كالعادة.
أين الروح الديمقراطية الجمهورية في هذه الروافع الانتخابية الطائفية؟
ومن المؤسف أننا بعيدون كل البعد عن المثل الديمقراطي المحرر من التعصب الطائفي، الذي يغذي الكراهية بين المجتمعات ويؤدي إلى الصراعات الأهلية.
وفي هذا الموضوع، أليس من المنطقي تفهم مؤيدي الحزب الواحد، الذين زعموا أنه في حالة عدم النضج الديمقراطي، سيكون من الحكمة إدراج جميع القوى السياسية الوطنية في إطار نضالي واحد موحد؟
وهذا صحيح لأن الصينيين، الذين يزيد عددهم على المليار نسمة ويتمتعون بتنوع عرقي كبير، نجحوا في جعل بلادهم القوة العالمية الأولى أو الثانية وكذلك ملاذا للسلم المدني، دون أي تعدد ديمقراطي.
ولهذا السبب فإن الأحادية القطبية السياسية لا تعني دائما التأخر، والتعدد الحزبي لا يعني بالضرورة التقدم.
واي تعددية؟
عندما سمحت سلطاتنا الوطنية للأحزاب السياسية بالتشكل بحرية، تم إحصاء أكثر من مائة حزب مع قلة سكاننا، بينما في الولايات المتحدة لا يوجد سوى حزبين فقط.
ملاحظات:
التنوع العرقي والفئوي يوجد فقط في الحزب الحاكم، حيث ترتبط المصالح الشخصية للكوادر ورجال الأعمال بالمزايا التي تمنحها الحكومة لمؤيديها من مختلف الاجناس.
يوجد تعدد في الآراء عند البيظان ويضم هذا التنوع أنصار الإسلام السياسي، واليسار، والقوة المحافظة. في الوقت الذي تأطر فيه حركة “ارا” اغلب الحراطين. ويحظى تحالف “العيش المشترك”، وهو منظمة بولارية، بشعبية واسعة بين سكان الضفة.
أي لعبة ديمقراطية هذه وفي أي اتجاه ستقودنا؟