*هل نحن أنانيون؟… اتمنى ذلك**كتب أحمدو أمبارك* / رئيس مركز ديلول للدراسات والبحوث الاستراتيجية
“ليس من سخاء الجزار أو الصانع نتوقع عشاءنا، بل من نظرهم إلى مصالحهم الخاصة.”
— آدم سميث
في داخل كلٍّ منّا شيء يدفعه للانشغال بلحظته الآنية: نوقظ رضيعنا في منتصف الليل لنروي ظمأه، فنشعر أننا قمنا بالواجب. لكن… هل أمّنا له مستقبلا؟ وهل يكفي دفء اللحظة لبناء الغد؟
ربما نطمئن أنفسنا بوظيفة له “بواسطة”، أو مقعد في مدرسة، نُسَكِّن ضميرنا ونحسب أننا نؤمّن له الحياة.
لكن الحقيقة أن هذه الأنانية اللحظية تزرع في أرض الوطن فوضى لا تُثمر أمنا ولا استقرارا.
لقد شُيّدت القوانين والمؤسسات لحماية المجتمع من جموح المصالح الشخصية. لكنها تنهار إذا تجاهلناها، فيتحوّل الوطن إلى ساحة صراع: كلٌّ يدفع في اتجاهه، وكلٌّ يبرر أناه.
هل فكرنا في العواقب؟
هل نُدرك حجم الانفجار القادم؟
هل ننتظر الصدفة، أم نحمي البئر قبل أن يجفّ؟
في مثلنا الشعبي الذي يُروى عن الحمار: إذا شربت من البئر، فلا يهمني إن رُدم بعدها”
فقد ارتوى ومضى، فهل أصبحنا مثله؟ نشرب من الوطن، ونُهمل صيانته، ولا نفكر في الغد؟
الوطن لا يُبنى بالنيات الطيبة، ولا يصمد بالترقيع. يحتاج إلى ضمير طويل النفس، وإلى حرص يمتدّ للغد.
ذاك الرضيع الذي أرويناه الليلة سيغدو شابا يسأل:
لماذا غابت الكفاءة، وحكمت القربى؟
لماذا كان مستقبلي مرهونًا بمعارف أهلي، لا بجهدي؟
لماذا تحوّلت الوطنية إلى شعارٍ معلّق، لا مشروع حياة؟
ومن المسؤول عن الألغام التي زرعت في طريقي، حتى انفجرت تحت قدمي؟
فهل نملك له جوابا؟