رئيس الجمهورية: لدي قناعة راسخة بأن التشاور والحوار هما السبيل الأمثل لتدبير الشأن العام والتعاطي مع القضايا الوطنية الكبرى

 

أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على أهمية تنظيم حوار وطني جامع، يتناول كل القضايا التي تهم البلد، معتبرا التشاور والحوار هما السبيل الأمثل لتدبير الشأن العام والتعاطي مع القضايا الوطنية الكبرى.
وقال فخامته، في كلمة ألقاها خلال مأدبة إفطار أقامها مساء أمس الأحد بالقصر الرئاسي في نواكشوط، على شرف أعضاء مجلس إشراف مؤسسة المعارضة الديمقراطية، ورؤساء الأحزاب السياسية الوطنية والمرشحين للاستحقاقات الرئاسية الماضية، إنه يطمح اليوم إلى تنظيم حوار شامل يخدم المواطن ويحقق المصلحة العليا للوطن، ويمكن من الحسم النهائي لملفات جوهرية مازالت عالقة على الرغم من تداولها في حوارات سابقة، ورغم ما بذل من جهود لحلحلتها.
وهذا نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:

“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،
في البداية، أتقدم بالشكر لهذا الجمع الكريم على تلبية الدعوة، وعلى تشريفكم لنا بحضوركم لهذا الإفطار.
وبهذه المناسبة أغتنم هذه الفرصة لتهنئتكم بمناسبة حلول شهر الصيام، متمنيا من الله العلي القدير أن يوفقنا لصيامه وقيامه، وأن يعيده علينا وعليكم وعلى البلد بالخير واليمن والبركات.
كما تعلمون حصل أن التقيتكم جميعا بصفة جماعية وفرادى في الأسابيع الماضية، وأود هنا من جديد أن أعبر لكم عن الشكر للطريقة التي تمت بها هذه اللقاءات والجو الذي طبعها، سواء كانت هذه اللقاءات جماعية أو كانت على انفراد.
لقد تطرقنا في هذا اللقاءات إلى أهمية تنظيم حوار وطني جامع، يتناول كل القضايا التي تهم البلد، وأنا لدي قناعة كاملة وراسخة، مثلكم، بأن التشاور والحوار يشكلان السبيل الأمثل لتدبير الشأن العام والتعاطي مع القضايا الوطنية الكبرى.

وحتى لو كانت أوضاع البلاد بخير لله الحمد، وكانت مؤسسات الجمهورية تعمل في هذه الفترة بشكل طبيعي، وهذا هو حال البلد اليوم والحمد لله، إلا أن ذلك لا يمنعنا من تقبل إجراء الحوار والتشاور، ليتفق الموريتانيون على ما يرونه في صالح البلد.
انطلاقا من قناعتي بأهمية الحوار، فقد التزمت في برنامجي الانتخابي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة بتنظيمه، أولا استجابة لمطلب دائما يتكررعبرت عنه مختلف القوى السياسية، ومن جهة ثانية سعيا لاستئناف المحاولة التي أطلقت سنة 2022 ولم يكتب لها النجاح مع الأسف.
إننا نطمح اليوم إلى تنظيم حوار شامل يخدم المواطن ويحقق المصلحة العليا للوطن ويضمن النجاح المنشود، ويمكن كذلك من الحسم النهائي لملفات جوهرية مازالت عالقة على الرغم من تداولها في حوارات سابقة، ورغم ما بذل من جهود لحلحلتها.
وقد علمتنا التجارب السابقة للحوارات أن التحضير التشاركي الجيد، بعيدا عن التسرع، وعن الحوارات التي تجرى إبان الانتخابات، سيكون في هذه الفترة مناسبا وناجعا وسبيلا لضمان نجاح هذه العملية.
واعتقد أنه يجب علينا جميعا أن نعمل معا من أجل تصور الآليات الكفيلة بالتحضير المحكم لهذا الحوار.
وفي هذا الإطار، وسعيا إلى بلورة رؤية مشتركة للمرحلة التحضيرية للحوار، أتطلع إلى الوصول في الأيام أو الأسابيع المقبلة إلى تصورات واقتراحات الأطراف المنظمة للحوار مع ضمان تمثيل الجميع، بشأن القضايا الجوهرية التي نقترح نقاشها في الحوار والمنهجية التي ينبغي أن تتبع وتعتمد من أجل إنجاح الحوار وآليات تنظيمه ومتابعة تنفيذ مخرجاته، وقد يضاف إلى هذه النقاط الأربعة أي موضوع ترونه مناسبا.
وتسهيلا لمركزة مقترحات جميع الأطراف وصياغتها في حوصلة أو مسودة ستعود إلى كافة الأطراف، بطبيعة الحال، للتعليق عليها من جديد، أقترح لكم شخصية وطنية هو الأخ موسى فال ليلعب دور نقطة الربط بين جميع الأطراف، والبقاء في اتصال مستمر مع الجميع بهذا الخصوص.
وأخيرا، ومرة أخرى، أشكركم جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.