الذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون؟ فضيلة المعيني

شهدت الأيام القليلة الماضية تنافساً مثيراً في عالم الذكاء الاصطناعي بين شركتين عملاقتين، حيث تفاجأت شركة OpenAI بظهور منافس صيني قوي يُدعى DeepSeek، الذي أحدث خسائر ضخمة قدرت بحوالي 108 مليارات دولار للشركة الأم وشركاتها المرتبطة.

المثير في الأمر أن تكلفة تطوير DeepSeek لم تتجاوز 5.6 ملايين دولار، في حين تم إنفاق أكثر من 100 مليون دولار على تطوير نموذج، ChatGPT، علاوة على تلقي الشركة الأم OpenAI، استثمارات تقدر بـ 100 مليون دولار من ميكروسوفت، وفقاً لما ذكرته صحيفة «بلومبرغ» الألمانية.

الاختلاف الجوهري بين النموذجين يكمن في تقنية المعالجة، حيث يعتمد ChatGPT على تحليل كميات ضخمة من البيانات، مما يجعله مكلفاً ويتطلب قوة حوسبة هائلة. أما DeepSeek، فيستفيد من تقنية «مزيج من الخبراء» التي تختار المعلومات ذات الصلة فقط، مما يقلل من الضغط على النظام ويخفض التكاليف، كما يقدم DeepSeek اشتراكاً منخفضاً يصل إلى 2 دولار فقط، مقارنة بـ 60 دولاراً في بعض إصدارات ChatGPT.

هذه المنافسة تقدم درساً مهماً في عالم الابتكار، إذ إن التفوق لا يأتي من الأموال فقط، بل من القدرة على التنفيذ المبدع والتكيف مع احتياجات السوق، كما تبرز هذه المواجهة حقيقة أن الذكاء الاصطناعي أصبح ساحة عالمية شديدة التنافسية، حيث تسعى الشركات لاستغلال نقاط ضعف المنافسين.

وسؤال يتبادر إلى الذهن.. أين نحن من هذا السباق؟.. على الصعيد الإقليمي، تُعد الإمارات من أبرز الدول في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث احتلت المرتبة الخامسة عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر جلوبال فايبرنسي 2024، مما يعكس التزامها بتعزيز قدراتها التكنولوجية في هذا المجال.

مكانتنا في عالم الذكاء الاصطناعي تدعو للفخر، لكن.. نشد على أيدي أبنائنا وبناتنا في هذا المجال الواعد، للالتحاق بالبرامج الأكاديمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التي تقدمها جامعاتنا، هذه التخصصات توفر لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم وإعدادهم لمستقبل التكنولوجيا والابتكار. أخيراً.. الذكاء الاصطناعي ليس منافسة تقنية، بل أداة تشكل الاقتصاد العالمي.