هل ستكون المرحلة الأولى كافية لإحداث تحول اقتصادي هيكلي؟ / محمد سالم ولد الفلالي
في 31 ديسمبر 2024، أعلنت شركة BP عن تحقيق “أول إنتاج للغاز” ضمن مشروع حقل غاز السلحفاة الكبير (أحميم)، وهو إنجاز كبير أثار العديد من التساؤلات التقنية والاقتصادية داخل الرأي العام، مما يستدعي تقديم إجابات.
يمثل هذا الإنجاز بداية استخراج ونقل الغاز إلى وحدة الإنتاج، مما يطلق مرحلة من الاختبارات والتشغيل تهدف إلى التحقق من كفاءة الأنظمة قبل إطلاق الإنتاج التجاري. وعلى المدى المتوسط، قد يعزز هذا المشروع الإطار الاقتصادي الكلي بشكل كبير من خلال زيادة الإيرادات الضريبية وتدفقات العملات الأجنبية. ومع ذلك، فإن المرحلة الأولى منه، التي تقتصر على إنتاج سنوي يبلغ 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، لن تكون كافية لإحداث تغييرات هيكلية عميقة.
بالطبع، يحمل هذا المشروع آمالًا كبيرة للاقتصاد الموريتاني، لكن الأثر الاقتصادي الفوري سيظل محدودًا مقارنة بالتحديات المتمثلة في تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل واسعة النطاق.
مع متوسط نمو اقتصادي بلغ 3.5٪ خلال العقدين الماضيين، ونمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بمعدل لا يتجاوز 0.9٪ سنويًا، تواجه موريتانيا صعوبة في تحقيق طموحاتها التنموية. وتحد الإنتاجية المنخفضة للعمل، إلى جانب التغيرات الهيكلية البطيئة، من كفاءة الاقتصاد بشكل عام.