رياح التغيير من جهة الاصلاح / الولي سيدي هيبه
خطوات كبيرة تتحقق تباعا على درب الاصلاح الذي وعد به الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. فبعد إطلاقه اليد للمؤسسات الديمقراطية حتى تضطلع، من بعد التعطيل، بمهامها الدستورية ومنها “البرلمان” الذي شكل فورا، وعلى رجع صدى مطالبة الغالبية الساحقة من الشعب الموريتاني المكلوم، لجنة لتقصي حقيقة حجم الفساد الذي عرفته البلاد في الحقبة المنصرمة وتحديد المسؤوليات فيه، ها هي الحكومة، وفي سابقة ديمقراطية بتاريخ البلد، تقدم استقالتها وتشرئب الأعناق وتتوجه الأنظار إلى أخرى جديدة خالية من شوائب “الماضي” وأدران “الفساد” وعوالق “التمالئ” معه جيوب محاولة الإبقاء على أصحابه و”التستر” عليه.
ولا شك أن هذا الحدث البارز جاء على خلفية “مضمون” التقرير البرلماني وملحقاته، والذي وردت فيه ضمن الملفات المتعلقة بكبريات “المفاسد” وعظيم “تبديد” المال العام أسماء لـ”مسؤولين” كبار في الدولة قد توجه إليهم لاحقا تهم بالضلوع في حيثياتها.
وأما الحكومة المنتظرة فمن المتوقع ألا تشمل منهم أحدا ولا كذلك ممن كانوا أعوانهم من الذين يسهلون لهم ويغطون بالمكر والتلفيق على اختلاسهم ويأخذون منهم مقابل ذلك من ذات المال المسروق. هؤلاء كثر من بين عشرات المستشارين الذين كانت تقذف بهم إلى “بطن الحوت” مجالس الوزراء في كل دورة حتى باتوا “قطعانا” يملؤون ردهات القطاعات والمؤسسات العمومية.
إن الذي يجري الآن من تحول منشود وبشارة بإصلاح “موعود” هو بداية ترجمة عملية إلى ذلك بـ”كنس” أدران عشرية كرست:
· النفاق والحربائية نهجا إلى التوظيف وسلوكا لتبوء مناصب الاستشارية،
· والتواطأ والرداءة وتدني المستويات التسييرية والإدارية والمهنية والفنية “نهجا” إلى اعتماد الفساد و”حماية” المسؤولين الكبار بأسلوب “الدرع” الواقية من حريق “التهم”،
ولا شك أن صحفيي وإعلاميي العشرية “المتحولين” و”المستأذبين” ستطالهم يد “الإصلاح” وسيحاسبون على ما اقترفوا من “حماية” سافرة للمفسدين و”التستر” على تبذيرهم العارم للمال العام، بل وبـ”تمجيدهم” هؤلاء والنحت لهم “مقامات” مديحية “كلامية” و “قلمية” لحجب سوء ما اقترفوا.
كما أن هؤلاء الإعلاميين والصحفيين أعطوا من هذا المال المسروق:
ـ “فيلات” و”شقق” و”أراضي” في الأحياء الراقية وعلى الشاطئ، واقتنوا دورا وفتحوا محلات، وبورصات ومكاتب،
ـ وأودعوا المصارف أرصدة من هذا المال العام المسروق من خزينة الدولة.
فهل تظل حناجرهم تصدح “حربائية” و”تزلفا” و”نفاقا” وقد أصبحت تخلتط على ألسنتهم الأسماء والصفات؟
وهل يستمر فحيح أقلامهم يحمل أحبار الترحال المراوغة؟
لا شك أن رياح “التغيير” القادمة من جهة “الإصلاح” ستخرس كل حناجر النفاق وتقلم كل أظافر التزلف والحربائية وأنها ستقتلع أصحابها إن عاجلا أم آجلا من طريق الإصلاح الموعود.