هذا وضعنا عندما جاء ((كورونا)) فماذاسنكون بعده؟!! / التراد ولد سيدي
لقد جاءنا كورونا ونحن ندعي القوة وأظهر ضعفنا وندعي الوحدة وأظهراختلافنا وندعي التقدم والعلم واظهر تخلفنا وجهلناجاءنا كورونا لكشف مستورنا وفضح سلوكنا وإظهارنا على حقيقتنا بلا براقع ولاساتر.. ضعافا حدالخور وجبناء حدالعدم جهلاء حدالحمق والبلادة .. قوينا ضعيف.. وضعيفنا هباء. لا سياسات لنا واضحة ولا خطط وبرامج محددة.. ننتظرجميعا المجهول ونخاف جميعا من المجهول كبيرنا وصغيرنا يسلمون امورهم للصدف إن خيرا فخيرا اوشرا فشر لادورللعقل والتخطيط إلا في أقل الحدود
نحتاج جميعا -قوينا و ضعيفنا- الدواء والكمامات وأجهزة التنفس والمستشفيات وأماكن الحجز تتقارب في ذلك موريتانيا والسينغال مع إطاليا وإصبانيا وولايات نويورك وكالفرنيا ! ! الجميع تنقصهم الجاهزية لمواجهة كورونا .القوة التي غزت الفضاء وسيطرت على البرارى والبحار وهدد ت الكون دائما بالإفناء إذا شاءت و التي تتحكم في العلاقات بين الدول وتتحكم في تبادل البضائع والرساميل.. تقف عاجزة ومذهولة ومرتبكة وخائفة كأي دولة صغيرة متخلفة أمام شيء أقل من كائن وأكبر من العدم مخلوق من الضآلة بحيث لايمكن رؤيته دون مجهر.. هذ الكائن الضئيل يهددالغني والفقير والقوي والضعيف المتشرد والرئيس الجميع يبحث عن المخرج ولامخرج .
.. رئيس أعظم دولة يبلغ به العجز عن التدبير أن يحاول سرقة دواء في وضح النهار من حليفته آلمانيا دون خجل أووجل لم يراعي التحالف ولم يراعي الامانة والأخلاق ومبادئ العلاقات الدولية فقط يريد الدواء وباي ثمن وليكن مايكن تماما كمايفعل أي لص صغير يبحث عن الاستلاء على ماستطاع مما يفيده .
لقدوضع هذ الفيروس قواعدجديدةللعلاقات الدولية تخلو من التضامن والوحدة بين الأمم وخصوصا اللذين كانو يرتبطون بعلاقات وتحالفات كان يظن قوتها.. الجميع يسدعليه الباب يقفل الحدودعلى نفسه
. إمريكا قائدة العالم الحر زعيمة حلف شمال الاطلسي وصاحبة مقر الامم المتحدة و مقر البنك الدولي وصندوق النقدالدولي إمريكا بكل عظمتها وابهتهاأوضحت أنه لايهمها إلا نفسها وليتها مهتمة فعلا بمايكفي بنفسها فجهات عديدة إمريكية غير راضية عمايبذل في وجه الخطر المتصاعد..لقد سدت إمريكا الابواب دون الجميع وأوقفت الرحلات مع الجميع. وحاصرت الحدود دون الجميع استوى في ذلك الصديق والعدو كندا مثل كوبا ومثل المكسيك لايهمها ألا نفسها.. ترى إطاليا تتالم وآصبانيا تعاني وفرنسا وآلمانيا في ورطة..مازق هؤلاء الحلفاء في أوربا الحليفة الاوثق والشريك الاقوى لا يحرك ساكنا عندالحليف الاقوى والاكبر ولذي كان حلفاؤه يعلقون آمالا كبيرة على دعمه لهم في الملمات لكنه لم يبدى اهتماما ولو ضئيلا بمأساتهم كل معاناتهم لاتهمه وحتي داخل إمريكا نفسها الشكاوى تملؤ عنان السماء نويورك وكالفورنيا تشكوان نقص التجهيزات ويطالبان بعناية أفضل ..
إن الذي يبدو من السلوك الذي طبع مرحلة تعاملنا جميعا مع جائحة هذاالفيروس توضح اننا قدبدأنامرحلة جديدة سيختلف فيها سلوكنا وأسس علاقاتنا وتحالفاتنا .بكل بساطة هذاالمخلوق الشديدالضآلة غيرنا أبدل عقليتنا أسس مرحلة جديدة في تاريخنا ستختلف عماسبقها.مرحلة مابعدحلول الجائحة ليست كا المرحلة التي سبقته
نتوقع تغيرات واسعة في نظام العالم الذي تاسس على نتائج الحرب العالمية الثانية ستتغير قيادات وتحالفات وستتقدم دول وتتأخر أخرى طبقالنتائج المرحلة ونتائج الصراع ضدالفيروس
ونتوقع تغيراكبيرا لكثيرمن المنظمات الدولية السائدة مثل الامم المتحدة والمنظمات المتفرعة إن.مرحلة بدئ الوباء أظهرت انتهاء صلاحية الهيآت السائدة لعالم اليوم فهذه العولمة وهذه الهياكل المتهرئة اتضح انتهاء صلاحيتها وفسادالاسس التي بنيت عليها .لقدطبعتها مرحلةاللاعدالة واللا تساوى في الفرص واللاحاكمية منطقية واللاعقلانية في التعامل بين المجتمع البشري فيما بينه.. وبين المجتمع البشري وبيئته لقدسارت الامور في السبعين سنة الأخيرة بمالايمكن استمراره من سياسات تتجه بسرعة نحوالكارثة إن لم تكن بالاسلحة النووية فبارتفاع حرارة الكرة الارضية لتحفيز المناخ ليكون أدات التدمير مع انعدام العدالة في الاستفادة من الثروات ومن نتائج العلم .قبل هجوم الفيروس الذي قديكون من نتائج السياسات الحمقاء لإنسان المرحلة التي تشرف على الأنتهاء بلغت الأمورحدا لايمكن استمراره فهل يكون النصر علي الفيروس إيذانا بمرحلة جديدة أكثر تناسبا وتساوقا مع مصالح البشرية التائقة للاستفادة من فوائدالعلم والثروة لصالح الصحة والسلام والازدهار بدل الحروب وتسميم الأجواء وتدمير المناخ؟!