أيها الناس،غزة…إبادة العار أمام أعينكم/ السيد ولد الغيلاني،
غزة، هذه البقعة المحاصرة والمنكوبة مازالت مسرحًا لإبادة جماعية ممنهجة لا رحمة فيها. ليلًا ونهارًا، تنهال القنابل على المستشفيات والمساجد والمدارس ومخيمات اللاجئين، في ظل صمت دولي مخزٍ لا يُحرّك ساكنًا؛ دماء الأطفال والنساء والشيوخ تروي الأنقاض، بينما العالم يشيح بوجهه بعيدًا.
ما يحدث في غزة تجاوز حدود الكارثة. إنها إبادة بطيئة ووحشية ومخططة.
أكثر من 80 ألف شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى، وأحياء كاملة أُبيدت، وشعب يُحاصر بالجوع والعطش والمرض وغياب الرعاية الصحية: إنها لإبادة شعب بأكمله في وضح النهار، في القرن الحادي والعشرين، أمام أعين العالم المتواطئ.
هذا الصمت جريمة و تقاعس الأمم المتحدة وتواطؤ القوى العظمى، ونفاق الدول العربية، ولا مبالاة الشعوب، كلها تجعل من هذه الحرب وصمة عار في جبين الإنسانية.
لقد أصبحت غزة مرآة قاتمة لانهيار القيم الأخلاقية في عصرنا.
كم عدد الجثث التي يجب أن تُنتشل من تحت الركام حتى يُقال أخيرًا “إبادة جماعية” بشجاعة؟ إلى متى سيُسمح بذبح شعب بأكمله على مذبح السياسة والصمت والإفلات من العقاب؟
هذه المأساة لن تُنسى. ستُسجّل في كتب التاريخ. أما الذين اختاروا الصمت بغير حق فستدينهم الضمائر، حتى وإن أفلتوا من المحاسبة. ففي غزة لا يُقتل شعب فقط، بل تُذبح الإنسانية كل يوم ولن يسكت أحرار العالم أمام هذه الجريمة البشعة …
السيد ولد الغيلاني