رئيس الجمهورية يشارك الطواقم الطبية مائدة الإفطار
أشاد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، بالتضحيات الجسام والجهود الكبيرة التي تبذلها الطواقم الصحية على عموم التراب الوطني في سبيل توفير الرعاية الصحية وتلبية الاحتياجات الاستشفائية.
جاء ذلك في كلمة خلال ترؤسه مساء الثلاثاء بمركز الاستطباب الوطني في نواكشوط، مأدبة إفطار على شرف مجموعة من الطواقم الطبية العاملة بالمؤسسات الصحية على مستوى ولايات العاصمة الثلاث.
وأكد رئيس الجمهورية، أن للصحة دور أساسي في التنمية بمختلف مجالاتها سواء كانت على مستوى المصادر البشرية أو على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن توفير الخدمات الصحية وتحسين جودتها مهما تعاظمت تكلفته تبقى شبه منعدمة مقارنة بأهمية صحة المواطنين والمحافظة عليها.
وأضاف الرئيس أن موريتانيا استطاعت أن تصمد في وجه جائحة “كوفيد” المأساوية التي عاشها العالم بأسره، بفضل تضافر جهود الجميع وتضحيات الطواقم الطبية بشكل عام، معتبرا أن البلاد أخذت تجارب مهمة من هذه الجائحة، ومنوها في هذا الإطار بتضحيات الأطباء الموريتانيين العاملين خارج البلد الذين تذكروا بلدهم خلال تلك الجائحة وكانوا على تواصل مع الوزارة والمؤسسات الطبية لمساعدة بلدهم في تلك الظروف الصعبة.
وشدد رئيس الجمهورية على أن جائحة كوفيد كانت فرصة زادت قوة الإصرار على تقوية وتعزيز أداء المرافق الصحية والعمل على تحسين الرعاية الصحية سبيلا لبناء منظومة متكاملة وشاملة، مشيرا إلى أن موريتانيا تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات سواء على مستوى التشييد أو على مستوى تحسين القدرة الاستيعابية للمؤسسات الاستشفائية، منبها إلى أن القدرة الاستيعابية للمرافق الاستشفائية زادت ب 560 سريرا منها 150 في مستشفى أطار و150 في مستشفى سيلبابي و140 في توسعة المستشفى الوطني، و أن هذه القدرة الاستيعابية ستضاف إليها قريبا 240 سريرا مع اكتمال تشييد مستشفيات تجكجة ولعيون وألاك.
وأوضح ولد الغزواني، أن موريتانيا كثفت اقتناء الأجهزة الطبية الضرورية ووفرت الأدوية ذات الجودة العالية وحسنت أساليب نقلها عبر تعزيز نظام النقل الطبي الاستعجالي الذي انتقل من حوالي 70 سيارة سنة 2019، إلى 270 حاليا ستضاف إليها 92 سيارة سيتم اقتناؤها هذه السنة، لافتا إلى أن من ضمن الإنجازات الهامة في القطاع الصحي تسهيل نفاذ المواطنين الأقل دخل للخدمات الصحية عبر توسيع التأمين الصحي على نحو مهم جدا مكن من إضافة مئات الآلاف من المواطنين غالبيتهم من المواطنين الأكثر احتياجا، إضافة إلى اعتماد قانون يسمح بولوج الوالدين والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة للتأمين الصحي.
ونبه إلى أن كل هذه الجهود تدخل في إطار الجهود التي تقوم بها الحكومة لتعميم التأمين الصحي سنة 2030، مضيفا أن من ضمن هذه الإنجازات كذلك تأمين مجانية الحجز في الإنعاش والنقل الطبي والتكلفة الجزافية للنساء الحوامل.
وأوضح رئيس الجمهورية أنه بالنطر إلى أن تطور الأجهزة والمعدات يجب أن ترافقها مصادر بشرية مؤهلة ولديها الكفاءة العالية وفي ظروف عمل جيدة، تم توسيع الاكتتاب في هذا القطاع الهام عبر اكتتاب أكثر من 2920 فردا من مختلف المستويات وهو ما يمثل 25% من مجموع عمال قطاع الصحة، مضيفا أنه في هذا الإطار وسعيا لتكون ظروف عمال قطاع الصحة أحسن تمت مضاعفة أجورهم بإجراء استثنائي خاص إضافة إلى استفادتهم من كل الزيادات التي تم الإعلان عنها لصالح الموظفين ووكلاء الدولة.
وقال رئيس الجمهورية إنه يعي جيدا الحاجة الماسة لتحقيق المزيد في مختلف هذه المجالات سواء تعلق الأمر بظروف العمل أو بالظروف المعيشية للأفراد القائمين على صحة المواطنين من مختلف المستويات، مؤكدا تصميمه على مضاعفة العمل في سبيل تجاوز كل هذه العقبات.
وطالب رئيس الجمهورية، الطواقم الطبية بأن يكونوا على قدر ما يتطلع إليه المواطن ويأمله منهم من خلال بذل المزيد للتحسين من صحته من خلال الحرص على الحضور واحترام أوقات الدوام وسرعة الاستجابة للطلب الاستعجالي واللطف في معاملة المرضى وصون المعدات والتجهيزات وصيانتها لإدامتها وإطالة عمرها، معبرا عن عظيم شكره وتقديره لكافة الطواقم الصحية في مختلف أنحاء الوطن، وعن سعادته بتقاسم هذا الإفطار معهم في العشر الأواخر من شهر رمضان، منبها إلى أنه سيكون عونا لهم في كل ما من شأنه أن يسهم في تحسين جودة المنظومة الصحية.