ترامب يهدّد الفلسطينيين بالموت… وحصار غزّة ينذر بمجاعة/ أشرف الهور

في الوقت الذي دخل فيه الحصار الإسرائيلي المحكم على قطاع غزة يومه السادس، عادت الإدارة الأمريكية أمس لتطلق مواقف حملت مزجًا بين التهديد والدبلوماسية، من خلال تأكيدها إجراء مفاوضات مع حركة “حماس” بهدف التوصل إلى حلّ.
وينذر الحصار الإسرائيلي بمجاعة في القطاع الذي بدأ يفتقد السلع الأساسية في شهر الصوم عند المسلمين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه تهديدات الأربعاء لكل من الحركة، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتوعّدهم صراحة.
وقد رفضت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التهديدات، وقال الناطق باسم ذراعها العسكرية أبو عبيدة إن “العدو لن يأخذ بالتهديدات والحيل ما لم يأخذه بالحرب”.
وأمس جدد المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف دعوته حركة “حماس” إلى إطلاق المحتجزين. وقال في تصريحات في البيت الأبيض إن لدى “حماس فرصة لاتخاذ القرار الصائب، وهي لن تكون جزءًا من حكم غزة”.
وقال أيضا “نشعر بأن “حماس” لم تكن صريحة معنا”، مشيرًا إلى أنه آن الأوان للحركة “لتتصرف بطريقة مسؤولة وهذا ما لا تفعله”.
وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار – الذي تتنصل إسرائيل من بدء مرحلته الثانية – قال “لا نهتم كثيرًا لتسمية المرحلة الثانية أو تمديد الأولى، فما نركز عليه هو التوصل لحل واستعادة الرهائن”.
وكان ترامب طالب مقاتلي “حماس” بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة على الفور فيما أسماه “التحذير الأخير” لهم، وطالب في الوقت نفسه قادة الحركة بمغادرة قطاع غزة.
وكتب على منصة تروث سوشيال “لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!”.
وقالت حركة “حماس” أمس الخميس إن تهديد ترامب المتكرر للفلسطينيين يشكل دعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتشديد حصار الفلسطينيين في القطاع.
وكان لافتًا أمس ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن “تباين” بين موقفي الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية.
ووفق ما رصدته شبكة «الجزيرة»عن الصحيفة الإسرائيلية، فإن مصادر في الإدارة الأمريكية اتهمت إسرائيل بمحاولة عرقلة المحادثات بين واشنطن و”حماس”.
وقال مسؤولون أمريكيون لـ”يديعوت أحرونوت” إن الحكومة الإسرائيلية عارضت وجود قناة منفصلة مباشرة بين واشنطن والحركة الفلسطينية، وإن واشنطن لم تبلغ الحكومة الإسرائيلية بالاجتماع المباشر مع “حماس” خوفًا من تعطيلها المحادثات.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين إسرائيليين قلقهم من أن دافع المحادثات مع “حماس” سيتراجع فور الاتفاق بشأن الرهائن الأمريكيين.
وكانت التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة تواصلت.
واستشهد مواطن فلسطيني وأُصيب آخر بجروح خطيرة، الخميس، إثر قصف نفذته مسيرة إسرائيلية في مدينة غزة.
وذكر موقع “واللا” العبري أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد الجنرال إيال زامير، يعتزم تنفيذ هجوم واسع وسريع في غزة لزيادة الضغط العسكري على “حماس” وإنهاء الحرب خلال فترة قصيرة.