أما كفى إهمالا؟ / سيدي عالي بلعمش

1 : حين كان كُتاب البيظان يطلقون على بلدهم اسم “بلاد شنقيط” ، كان الكُتاب الفرنسيون الذين كتبوا عنها أكثر مما كتبوا عن كل الغرب الإفريقي ، يطلقون عليها اسم “أرض البيظان”!!

2 : حين واجهت إمارات البلد المستعمرَ بضراوة لم يتوقعها و لم يفهم أسباب شراستها في منطقة استقبلته بالزغاريد، بدأ الفرنسيون بعد اغتيال غزافيي كابولاني ، يؤسسون قاموس تشويه سمعة مجتمع البيظان ، فازدهرت عبارات مثل “أرض السيبة”، في وقت كانت فيه بلادنا أرحم بقعة على وجه الأرض يعيش فيها الإنسان (الحرب العالمية الأولى و الثانية) !!
و ما زال كثيرون حتى اليوم ، يستخدمون نفس التعابير المسيئة للبلد و هي تعابير لا تختلف في شيء عن بذاءة بيرام.

3 : وقعت في موريتانيا عدة انقلابات عسكرية فاشلة ، تمت معاملة أصحابها بنفس الطريقة مع اختلاف الظروف . و وحده انقلاب الفولان كان عنصريا و من مكون واحد لأول مرة . و أثبتت كل التحقيقات أنه كان انقلاب جناح عسكري لحراك مدني عنصري ، انفصالي هو المسؤول عن أحداث 1966 و إعلان الزنجي المطهد الذي شحنته الحركة بكل أحقادها و أكاذيبها ذات الصلة بمشروعها الأوسع في المنطقة الذي ساهمت بعض دول الجوار في دعمه بسخاء ، للتخلص من ورطة الفولان بتأسيس دولة لهم في موريتانيا !!

# حين ارتفعت أصوات الزنوج في بريطانيا بعد وفاة الملكة إليزابيت (2022) ، محملين عهدها بارتكاب فظائع ضد الزنوج ، انبرت لهم وزيرة ، لم يستطع أي إفريقي أن يرد عليها ، حين قالت ، ما أعرفه هو أن بريطانيا فقدت 4 آلاف جندي لإنقاذ ضحايا زنوج من شيوخهم و آبائهم الذين كانوا يبيعونهم بأثمان بخسة !

حين تكلمت الوزيرة عن الحقيقة صمت الجميع ، فلماذا لا نفعلها نحن ؟
# حين قتلت الشرطة الأمريكية في مينيابوليس ( جورج فلويد) ، في الشارع العام ، أمام الجميع ، و هو يصرخ “لا أستطيع التنفس” من دون أي مقاومة منه ، لم يستطع بيرام و لا غيره ممن يعيشون على سمسرة الحقوق ، إصدار بيان إدانه ضد الأمن و القضاء الأمريكي الذي وصفها بجريمة من الدرجة الثالثة ، لأنهم يعرفون أنهم سيخسرون أهم سوق لارتكاب جرائمهم ضد بلدانهم ، إذا أساؤوا إلى سمعة أمريكا .!

# حين رابط نبلاء تييس عند مقابر المدينة مدة شهرين ، قبل عام و نيف ، رافضين دفن العبيد في مقبرة الأسياد ، لم يستطع الحقوقي الدولي بيرام ولد اعبيد ، إصدار بيان أو تصريح ضدهم ، لأنه يعرف أنه لن يعود إلى بيته في آلمادي ، إذا فعلها .!

# حين طالبت المنظمات الحقوقية من السلطات المالية في نفس الفترة ، “إصدار قانون يجرم العبودية مثل ما فعلت موريتانيا” ، لم يستطع المرتزق بيرام إصدار بيان مساندة لهم لأن الأمر يثبت كذب ادعاءاته عن ما يحدث في موريتانيا !

أيها الأنذال ،
حين أصبحت مالي و النيجر و بوركينافاسو تقتل الفولان على الهوية و أصبحت موريتانيا البلد الوحيد المستعد لإيوائهم ، لم يستطع المرتزق بيرام و لا المجرم تيام صامبا الإشادة بما قام به بلدنا و لا إدانة ما تقوم به هذه الدول من فظائع ضد الفولان : نحن وحدنا من نأويهم و نحن من يمتلكون شجاعة إدانة من يقتلونهم على الهوية ، لأننا أحرار عكسكم .. لأننا أصحاب رسالة عكسكم .. لأننا بلد الحرية و الشجاعة و التضحيات في الغرب الإفريقي و سنظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ..

4 : كانت موريتانيا أول دولة في المنطقة و في العالم تصدر قانونا لمنع كل أشكال العبودية و تؤسس لها محاكم خاصة ، تطالب الآن المنظمات الحقوقية في المنطقة (مالي و السنغال) بإصدار قوانين مماثلة لها و هي بلدان يرزح أكثر سكانها تحت نير العبودية المعلنة ، لو كان بيرام و تيام صمبا و صار إبراهيما الآن في بلدهم الأصلي (السنغال) لكانوا أطوع و أجبن من يستسلم لها ..

5 : ارتبطت الانقلابات في موريتانيا بظهور أحكام ناقصة الشرعية ، جميعها عوضت نقصها الدستوري و عجزها عن خلق آلية للاستمرار بغير رشوة الجميع ، كان نصيب الأسد من هذه الرشاوى لصالح الحركات الإنفصالية و سماسرة حقوق الإنسان (الإجرامية) و هنا كانت مصيبة البلد الأكبر .!

امتطى بيرام كل موجات الارتزاق بتأطير أجنبي بعد إدراك الحركات الصهيونية أن الفولان لا يستطيعون تدمير المكون العربي من دون إحداث انشقاق في مجتمع البيظان بين بيضه و سُمْرِه ليصنعوا للغبي بيرام مسوقا شعبويا على مستوى عقله ، ناسين أن أكثر سُمْرِ الحراطين من أصول عربية و أكثر بيض البيضان من أصول زنجية أو من خليط عربي ـ زنجي ، توطدت عملية انصهاره منذ زمن بعيد ، لا تستطيع أي قوة في الكون فك شفرة تماسكها ..

كان ولد عبد العزيز أسوأ من أنتجته الانقلابات العسكرية لأسباب موضوعية :
أولا ، كان ولد عبد العزيز أقل شرعية من كل من سبقوه ؛ حيث كان انقلابه (حينها) آخر انقلاب عسكري في تاريخ القارة . و لم يأت بعده حتى اليوم ، إلا أمثاله من الجهلة المتهورين الأقرب إلى العصابات المسلحة منهم إلى الجيوش !!

ثانيا : كان ولد عبد العزيز يفكر في حكم البلد مدى حياته و كان يحتاج تفكيك المجتمع و جعله في حالة رعب دائم . و كان تجنيد المرتزق بيرام أفضل وسيلة لبلوغ هذا الهدف ..

ثالثا : كان ولد عبد العزيز يدرك أنه رئيس عصابة ، لا يستطيع أن يقود دولة و أن الدولة تقف على دعائم إدارة و جيش ، فدمر الجيش و الإدارة و عاثت عصاباته فسادا في الأرض ..

اليوم ، أصبح الجاهل بيرام يخطب في الجامعات الغربية عن آبارتايد البيظان ، متبجحا بحرق المدونة المالكية التي يجهل أنهم أسسوا على نهجها كل أسباب تفوقهم اليوم ..

# أصبح الجاهل بيرام يخطب في الجامعات الغربية ، لا لأنهم يعتبرون ما يقوله لكن لأنهم يحتاجونه : الإساءة إلى الإسلام و العداء للعرب و التحريض على الفتن لبيع السلاح .

اليوم أصبح الفولان في موريتانيا يُجمِّعون عناصر مكونات الدولة : أبو الأمة الحادجي موحاماد محمودو ، خارطة الفوتا ، عَلَم “افلام” ، تدريس لغتهم الرسمية و إرسال بيرام في مهمة غامضة لا يحتاج فهمها غير طرح السؤال “ماذا بقي غير جمع السلاح” ؟

أن يحصل هذا من أمثال بيرام و تيام صامبا و صار إبراهيما ، يظل أمرًا عاديا ، لكن أن يفعلوها في بلد يمنحهم تصاريح قيادة أحزاب و مقاعد في البرلمان و تزويدهم بما يحتاجون من نواقص للترشح لرئاسة الجمهورية ، هذا ما لا نستطيع فهمه ..
كما لا نستطيع استيعاب وجود ثلاث منظمات حقوقية كلها برتبة وزارة ، عاجزة كلها عن تبيان حقائق لا غبار عليها ، تعيش هذه العصابات على زيف أكاذيبها المفبركة !!؟
على السلطات الموريتانية تدارك هذا الوضع الخطير قبل فوات الأوان .!
قبل فوات الأوان !!
قبل فوات الأوان !!!