وتؤتي الإجراءات الصارمة أكلها / الولي سيدي هيبه
لا شك أن الفضل في شبه التحكم الجاري وباضطراد في الوضعية الصحية ومواجهة فيروس الكورونا الوبائي يعود، بعد الله العلي القدير، إلى صرامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ الوهلة الأولى، وقد فضل “العمل الميداني” الفوري على “الكلام” الذي يضيع اللحظات الثمينة من أوقات الجد.
وعلى إثر توجيهاته، التي لم تسجل تأخيرا أو ترددا، قامت وزارة الصحة وزيرا وطواقما، في استجابة سريعة بحملة قوية ومركزة شملت كافة الجوانب اللوجستية والبشرية والطبية إلى جانب التوعوية والإرشاد، ما أسفر عن التطويق الفوري لأولى حالة تظهر منه وليتواصل الأمر بحزم مضاعف لتطويق الحالة وكل من خالطهم صاحبها، وهما الحالتين المسجلتين لحد اليوم وعولج لحد الشفاء صاحباهما. ومن الإجراءات الصارمة التي بادر كذلك رئيس الجهورية إلى إعطاء الأوامر بتنفيذها تلك المتعلقة بفورية ضرب الحزام الأمني المحكم على الحدود البرية والبحرية وفي مدن الداخل وأريافه سبيلا إلى مراقبة نسق الدخول إلى البلد جوا وبرا وبحرا.
وبالطبع فقد عزز حظر التجوال الذي فرض من الساعة الثامنة مساء إلى السادسة صباحا هذه الإجراءات وساعد على تنفيذها إضافة إلى منع السماح بالتجمعات الكبيرة وإبطال كل ما يدعو لكافة أنواع التظاهرات.
وهنا يسجل للشعب الموريتاني، الذي كان يطلق لنفسه العنان في كل سلوك يحلو له القيام به، أنه بدأ شيئا فشيئا يعي خطورة هذا الوباء ويلتزم بأبجديات الوقاية منه المتمثلة في مراعاة النظافة بعدما لم تكن غالبيته تكترث لها كثيرا، حتى أصبح مدمنا على غسل اليدين بالصابون ورشهما بالمعقمات ويمتنع عن مدها في المصافحات التي كانت تأخذ وقتا طويلا وتنتهي بالعناق. هو إذن وعي بدأ يترسخ ولا شك سيعين على قطع الطريق على انتشار هذا الفيروس القاتل أعاذنا الله منه وحفظنا وأمننا برفعه عن البشرية إنه سميع الدعاء.
وبالطبع فإن وضعية بلدنا محل إعجاب بلدان تعاني من إفلات الأمر منها أو على الأقل من صعوبة السيطرة عليه رغم جهودها الجبارة وإمكاناتها الكبيرة. وهي البلدان كالدولة الفرنسية التي ينتشر فيها بسرعة وتكاد تعترف مثل إيطاليا بأنها في معاناة منه كبيرة تفوق جهودها، وتسعى مع ذلك إلى تحقيق عودة مواطنيها العالقين في بلدان أخرى بعضها أقل معاناة منها، سعيا بالوسائل الديبلوماسية وأسطول من الطائرات أعدته لإرساله إلى كل قارات العالم من أجل هذا الغرض.
ويحضر الشعب الموريتاني، في هذا الاختبار للقيادات والحكامات العالمية، أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أعطى، منذ اللحظات الأولى من إدراك خطورة الوباء، تعليمات عاجلة لتسهيل عودة مواطنيه العالقين في الصين ودول أوروبية وبعض بلدان الجوار.
ولما أن البعض كذلك ما زال عالقا في مدينتي الرباط والدار البيضاء وبقية المدن الأخرى بالمملكة المغربية الشقيقة وأغلبهم من النساء فإن ضرورة استئصالهم منها في أسرع وقت ممكن باتت مرجوة لينعموا في بلدهم، مثل بقية مواطنيهم، بما يتحقق من الطمأنينة بفضل الجهد الكبير الذي قامت به الدولة الموريتانية تحت رعايته وسهره وبالمتابعة الفورية والتعليمات الصارمة لرئيس الجمهورية، وما تقوم به السلطات الصحية من أداء كبير تسندها القطاعات الأخرى بأعمال توعوية هامة للمقاومة المتواصلة حتى منع انتشار هذا الفيروس في بلدنا؛ مكسب تفتقده في معاركها الدول المجاورة ويستوجب بحق حمد الله كثيرا.