القلاع الثلاث للاستقرار السياسي بموريتانيا / محمد ولد الشيخ أحمد

لقد بات واضحا  تأثر  السياسة العامة للدولة وصانع القرار بما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي  وهو أمر مستساق في بعض الأحيان نظرا لما تشهده هذه  المواقع والمنصات والوسائط من أهمية في حياة الناس ؛ حيث بات الجميع يشارك بالنقد والملاحظة والسخرية في كل القضايا خصوصا  ماله صلة بالحكومة أو برئيس الجمهورية  لكن  المؤكد  أن أصوات هذه الاقلام أو التسجيلات والفيديوهات  التي تنشر على كل هذه الوسائط علي أهميتها لا يمكن الانجرار خلفها لكثرة السفه  والشطط الذي يسم  جلها  وهذا السفه  الحاصل في كل  هذه المواقع  دائما ما يكون أشد تركيزا وأكثر فتكا وخطورة على الاركان المهمة والجوهرية للنظام  مثل الحزب الحاكم  والبرلمان والمؤسسة العسكرية ، إذ أن هذه المؤسسات لأهميتها وثقل مسؤوليتها يتميز أداؤها بمستوى من الرزانة والانسجام العام  وذلك لأن القائمين على هذه المؤسسات لاطلاعهم   على جزء ما من صناعة القرار  وقربهم  من صانع القرار الرئيسي ألا وهو رئيس الجمهورية  يعرضهم للاستهداف من طرف المتربصين وأعداء النظام…
إن هذه الابعاد الاستراتيجية  لهذه المؤسسات يجب أن تحصن هذه المؤسسات الثلاث من جدلية التأثر والتأثير السلبي  لتلك الفقاعات الإعلامية والمفرقعات السفيهة التي لا يحكمها ضابط ولا يسيجها منطق  لذلك وغيره يتأكد على رئيس الجمهورية  وهو لا شك يدرك  أن مؤسسة الجيش والجمعية الوطنية   والحزب الحاكم  فوق سفه المدونين ونزغ الغوغائيين واجندات السياسيين .. 
فنحن سيادة الرئيس لا نستطيع أن نذهب في كل مرة إلي الانتخابات متى ما أرادت المعارضة ذلك، ولا يجب أن نضرب ذراعنا السياسي المتمثل في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لأن مجموعة من هواة النزغ أغضبتهم واجهته القيادية.
كما لا نستطيع أن نخضع ألويتنا العسكرية والأمنية لأمزجة الفيسبوكيين ..


إن هذا الكلام لا  يعني القول بعدم الاكتراث لأسئلة وتساؤلات الرأي العام؛  بل يجب علي القيادة العليا للبلد  أن يتسع صدرها  وتستمع لما يطرحه الشارع وتستجيب لضغطه.  
غير أن تلك الاستجابة يجب أن تتوجه إلي المؤسسات والدوائر التي تباشر يوميات الناس في الحكومة والإدارة المحلية والصحة والتعليم والماء والكهرباء ومشاريع تشغيل الشباب ومكافحة غلو الاسعار مع الحرص علي الشفافية في التسيير ومكافحة الفساد هذا إضافة إلي أهمية التمكين للمرأة والشباب في الولوج إلي المناصب السامية في الدولة بغية الاستفادة القصوى من الأيدي النظيفة والعقول المستنيرة..  
إن تلك المواضيع الحيوية والنشطة تتسع للمناورة؛ والخطأ فيها يعالج ويصحح في كل وقت.   
أما البرلمان والجيش والحزب الحاكم  فهم حجر الزواية في استقرار  البلد والنظام، والثابت الذي يجب المحافظة عليه، أما غير ذلك  فهو متغيرات  تتسع. للمناورة السياسية ..