لغز إبادتنا البطيء؟ “*د محمد الحسيني

 

 

* في المحاضرة التي القاها البروفسور ماكس مانوارينج خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية، ومكان المحاضرة اسرائيل في 13 آب، أوغست، 2013، لضباط كبار في حلف الناتو وتم تسريب المحاضرة سراً يكشف بوضوح كل الغاز الخراب الحاصل في المنطقة منذ سنوات، وهو ايضاً خبير” الجيل الرابع من الحرب”، وبتعبيره الواضح ان اسلوب  الحروب التقليدية صار قديماً، والجديد هو الجيل الرابع من الحرب، وحرفياً والنص له: “ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، أو تدمير قدرتها العسكرية، بل الهدف هو: الإنهاك ــــ التآكل البطيء ــــ لكن بثبات، والهدف هو ارغام العدو على الرضوخ لارادتك”. ويضيف حرفياً: “الهدف زعزعة الاستقرار وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة”. ” ما يهدد فكرة سيادة الدولة العدو، يقول، هو التحكم باقليم خارج سيطرة الدولة تتحكم به مجموعات غير خاضعة للدولة، محاربة وعنيفة وشريرة، حرفياً، وهنا نستطيع التحكم، وهذه العملية تنفذ بخطوات ببطء وهدوء وباستخدام  مواطني دولة العدو، فسوف يستيقظ عدوك ميتاً”. هذه المحاضرة التي قيل إنها أخطر محاضرة في التاريخ الحديث توضح كل ما جرى من حروب وصراعات مسلحة أهلية ومن قوى محلية شريرة ومحاربة وعنيفة. بلا شك لا يمكن أن يتم ذلك من “اشرار وعنيفين” من دون خلق”مفهوم القضية” وتوظيف الدين لهذا الهدف أكبر محفز لتحقيقه، لتحمل مشاق حرب طويلة وتحمل الموت، مع الوعد الآخروي بفردوس هديته الكبرى حفلة جنس  مع حوريات وعشاء فوري مع النبي، والاتباع البهائم ينفذون أهدافاً لا يعرفون عنها شيئاً. أكثر ما يلفت الانتباه في هذه المحاضرة المسجلة في شريط فيديو انقل منه حرفيا  هي عبارة: “الإنهاك، والتآكل البطيء”. ولكن لماذا لا يتم الانهيار السريع بدل التآكل الهادئ والبطيء؟  هذا هو الجزء الأخطر في محاضرة خبير الجيل الرابع من الحرب، أي حروب الوكالة التي ينفذها بتعبيره “مواطنون محليون” بدعم عسكري وسياسي أمريكي. التآكل البطيء يعني خراب متدرج للمدن،  وتحويل الناس الى قطعان هائمة، وشل قدرة  البلد العدو على تلبية الحاجات الاساسية، بل تحويل نقص هذه الحاجات الى وجه آخر من وجوه الحرب، وهو عمل مدروس ومنظم بدقة. البروفسور وهو ليس خبير الجيل الرابع للحرب فحسب، بل ضابط مخابرات سابق، لا يلقي المحاضرة في روضة أطفال و
المزيد: https://www.souriyati.com/2018/08/30/108485.html (موقع سوريتي)