نواكشوط تشهد أهم اندماج حزبي منذ تولي ولد الشيخ الغزواني السلطة في موريتانيا

“تحت شعار المسيرة الطويلة لحزب الإصلاح تستمر وتتعزز بحزب اللقاء” نظم حزبا الإصلاح واللقاء مساء الأربعاء الخامس من اغسطس 2020حفلا كبيرا، بقصر المؤتمرات، أعلنا خلاله عن قرارهما بالإندماج في حزب واحد، هو: حزب الإصلاح.

وقد جرى خلال الحفل الذي حضره جمهور كبير، تبادل للكلمات بين رئيسي اللقاء والإصلاح، على التوالي، ذ/ محفوظ ولد بتاح، وذ/ محد ولد طالبن، كما تمت قراءة بيان حزب اللقاء، الذي أعلن فيه اندماجه الكامل في حزب الإصلاح.

هذ البيان، الذي أعلن فيه حزب اللقاء عن المسوغات والأسس التي ارتكز عليها هذا الإندماج، الذي تمحور حول جملة من القضايا التي تهم حاضر البلد ومستقبله، والتي من ضمنها :

– الهوية الإسلامية العربية الإفريقية للبلد

– بناء الدولة الحاضنة للتعددية الثقافية لمكونات الشعب الموريتاني

– الدولة الديمقراطية المؤسسية المبنية على فصل السلطات وصيانة الحريات العمومية والخصوصية

– مشاركة المواطنين في اختيار القائمين على تسيير الشأن العام عبر انتخابات شفافة ونزيهة ترضي الجميع.

– صيانة الوحدة الوطنية بتكريس العدل والمساواة بين كافة أفراد الشعب الموريتاني والقضاء على كافة مظاهر الاسترقاق.

– إزالة كل صنوف التهميش والإقصاء

– اعتبار المعرفة والعمل واحترام المال العام قيم أساسية لأي مشروع تنموي وضرورة تأهيل نظامنا التربوي ليكون أداة فعالة للنهوض بالمجتمع والبلد…إلخ.

وبعد ترجمة بيان حزب اللقاء هذا، ألقى رئيسه، ذ/ محفوظ ولد بتاح كلمة، تمنى في بدايتها “أن يكون لهذا الحث ما بعده داخل ساحتنا السياسية، لكونه يدشن مسارا مغايرا لما كانت عليه الخريطة الحزبية في بلدنا العزيز من تشرذم وتمزق وتشتت، وهو ما أفقدها القدرة على التأثير، وجعلها عاجزة عن أداء دورها بفعالية”.

وقال ذ/ بتاح “إن اندماج الحزبين في حزب واحد، هو:>>حزب الإصلاح<<.. يعبر عن خيارهما الجماعي بتغليب الجانب الوطني على النوازع الشخصية.." اندماج تمنى أن يكون "نموذجا تقتدي به الأحزاب الأخرى، لما له من تأثير، وسيكرس فاعلية الحياة الحزبية ببلدنا". كما دعا "كافة الفاعلين في الطيف الحزبي وخارجه، الداعمين لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للالتحاق بنا من أجل خلق فضاء سياسي يحقق معادلة كفيلة بإيصال مضمون برنامج فخامته إلى كافة فئات الشعب الموريتاني، الذي يعتبر فهمه وتبنيه لهذا البرنامج، شرطا لا غنى عنه لإنجاح أي مخطط تنموي.. وفي المقابل.. تكون أولى أولوياتنا أيضا إيصال هموم ومطالب مواطنينا إلى قيادته الوطنية". وبخصوص أولوية الحفاظ على الدولة الموريتانية الجامعة، أكد رئيس حزب اللقاء أن " الدولة الموريتانية الجامعة.. تعتبر إنجازا لا يقدر بثمن، عجزنا عن تحقيقه تاريخيا، وسيشكل أي مساس به خسارة مضاعفة ومكلفة، إن نحن فشلنا -لا قدر الله- في صيانته وترسيخ دعائمه المؤسسية". كما نوه بما تحقق من إنجازات خلال السنة الأولى من حكم الرئيس، قائلا: "إن سنة من حكم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، قد تحققت خلالها جملة من الإنجازات يمكن وصفهابأنها كانت فرصة لإبعاد المخاوف وتقريب الآمال.. ففيها تم إبعاد مخاوف عدم الاستقرار الداخلي، لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية.. وما القضاء على ما أفرزته الانتخابات الرئاسية الأخيرة من شحن فئوي وعرقي كان يراد له أن يكون فرصة للإطاحة بالدولة وبث الشحناء والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، إلا دليلا على ذلك". وبخصوص الوضع الإقتصادي، أكد الرئيس بتاح أنه "قد تم انتشال البلد من انهيار ماثل لحظة تسلم الرئيس للسلطة، وذلك من خلال خطط محكمة، ترشد الموارد وتوجهها وجهتها الصحيحة". كما أشاد بخطة مكافحة "كورونا" والنهوض بالتعليم والتحول في مسار العدالة، بحيث "نعم مواطنوا بلدنا بالعدل والمساواة، بعدما كانت السلطة أداة لتخويفهم والاستحواذ على مقدرات بلدهم" ثم تساءل، قائلا "أليس من تقريب الآمال وتحقيقها حقا، أن تعاد للدولة شرعيتها في نظر المواطنين وينعموا بسياسات تعبر بوضوح عن إرادة صادقة لإصلاح الشأن العام الوطني، وطي صفحة الفساد، تلك الإرادة التي تجسدت في حرص فخامة الرئيس على الفصل بين السلطات وعدم اعتراض السلطة السياسية -ولأول مرة في التاريخ السياسي للبلد- على انشاء لجنة برلمانية للتحقيق في مجالات واسعة من تسيير موارد الدولة طيلة العشرية الماضية وما سيترتب على ذلك من تداعيات ستكون بداية لصفحة جديدة من التعاطي السليم مع الشأن العام وخاصة المال العام الذي لن يظل نهبا دون مسائلة وعقاب للحكام وكل من يتولى تسيير مرفق عام" وبخصوص الحياة الحزبية أكد رئيس حزب اللقاء " أنه قد اتضح من تجربة البلاد السياسية المتعثرة في العقود الماضية، أن الأحزاب والنخب السياسية، أهملت دورها في التأسيس للديمقراطية، بعدم بناء أرضية ثقافية صالحة لها، تمكن من رعاية ونمو بذرتها، معتبرة أن الديمقراطية تنحصر في شكليات، في حين أنها وعي وقناعة تمتلأ بها الرؤوس قبل الاحتكام إلى صناديق الاقتراع" (نص الخطاب مرفقا). وكان مسك ختام الحفل، كلمة رئيس حزب الإصلاح، ذ/ محمد ولد طالبن، الذي أكد أن "قيادة حزب الإصلاح سنعمل مع الأحزاب والشخصيات السياسية التي التحقت بنا مؤخرا والتي ستلتحق بنا في الأمد القريب، إلى إعادة -بناء سفينة الإصلاح- من خلال مؤتمر بهيج يشهده الجميع، قبل نهاية السنة الجارية، على أسس منيعة وقوية تنطلق من فكرة وأسلوب المؤسساتية، التي تشكل وحدها، نقلة كبرى ومهمة على صعيد إنضاج التقاليد السياسية المدنية لشعبينا، خلافا لما يخدم فردانية شخص أو مجموعة أشخاص". وهذا نص كلمة رئيس الإصلاح الأستاذ محمد ولد طالبن : " الســـادة رؤساء الأحزاب السياسية والمدعون الكرام، السيــد رئيس حزب اللقاء الديمقراطي، الســادة الأعزاء أعضاء قيادة اللقاء ومناضليه الشرفاء، الســادة المناضلون في صفوف وقيادة حزب الإصلاح، الســلام عليكــم ورحمة الله تعالى وبركاته، إننا في حزب الإصلاح نعتبر بأن الاعتراف بالخلل – أيا كان- هو قيمة أخلاقية عليا، وهو مصدر إيجابي لا غنى عنه، فبدونه لا يعقل أصلا تصور أي علاج لأي عاهة، وليست مهمة الحزب السياسي الجاد إلا تشخيص الداء وتحديد الدواء، ولذا أدركنا مبكرا في حزب الإصلاح وجود خلل عميق في نظام الحكامة الذي عرفته هذه الربوع بدء من دولة المرابطين إلى اليوم، مع اعترافنا بالأدوار المهمة واللبنات الأساسية التي وضعها كل من مر بحكم هذه البلاد، في مراحلها المختلفة. على الرغم مما صاحب ذلك من القصور في التشخيص في الانطلاق الفعلي إلى بناء دولة بمستوى طموحنا ورسالتنا الإنسانية، وجعل ممارسة السياسة مهنة قدسية في التدبير الإيجابي على الأرض، بدل أن نفسد فيها ونسفك الدماء ونهلك الحرث والنسل. ينطلق المهتمون بها من ثوابت أصيلة إلى أهداف مستنيرة متجنبين محظورات خطيرة في التكتيك والإستراتيجية. نعم أيها الإخوة الكرام.................. نعلم علم اليقين أن طريق الإصلاح شاقة وأن جبهة الفساد قوية ولها أذرع متعدد متناغمة مع الغرائز الحيوانية للإنسان الذي هو في طبيعته " لَفِي خُسْر، ٍإلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر ِ" وهو ما جعلنا نؤمن أن عملية الإصلاح تحتاج إلى الإيمان الصادق، والحكمة التي هي أم العلوم، والشجاعة والتجربة والصبر، وهي قيم مجتمعة لا تتوفر في كثير من الناس. وهذا ما ألزمنا في حزب الإصلاح بالدقة في انتقاء المصادر البشرية التي تختار منها قادة مشروعنا وحراسه. وبذلك نحمد الله اليوم ونقاسمكم فرحتنا هذه التي تغذي الأمل لشعبنا الأبي، في لقائنا مع للقاء من أجل الإصلاح، وعلى سفينة الإصلاح الوطنية الشاملة، التي يقودها بأمان في مجريها ومرسيها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي شكل الإعلان السياسي لترشحه في فاتح مارس2019 يوما خالدا ومصباح أمل لشعبنا العظيم، الخائف يومها من التيه والضياع في مناخ محلى ودولي لا يبقى ولا يذر. نعم أيها الإخوة والأخوات لقد رسم برنامج فخامة رئيس الجمهورية، الذي نخلد اليوم الذكرى الأولى لتنصيبه، - بكل اعتزاز-. لوحة تجسد رؤيتنا لموريتانيا الدولة والمجتمع، التي نريد. وهي التي لا مكان فيها لقوى الفساد والشر، لأنها لا تتناسق مع المرحلة وقيمها، ونحن متأكدين أن شعبنا سيتشبث بقيم الإصلاح ويتزين بها وأهلها، لأن الشعوب تنطبع بطبائع حكامها. وهي قاعدة جربنا صدقها حتى في تاريخنا الوطني والعربي والإنساني المشهود. ومن هنا يحق لنا في حزب الإصلاح ونحن نتمسك بهذا القائد العظيم، وهذه القيم النبيلة، أن نفتخر اليوم، بأن طريق الإصلاح أصحبت سالكة وأن نسير إلى جانب رجال ونساء وشباب قادهم النقيب محفوظ ولد بتاح الذي يمتاز بنبل المناضل وشجاعة أهل الحق وصلابة الإيمان بالمبادئ الرفيعة، وهي قيم لا شك أنها في كل قادة ومناضلي حزب اللقاء الديمقراطي لأنه مثلما تكونوا يولي عليكم. أيها الإخوة والأخوات كل باسمه وجميل وصفه. إننا في قيادة حزب الإصلاح سنعمل مع الأحزاب والشخصيات السياسية التي التحقت بنا مؤخرا والتي ستلتحق بنا في الأمد القريب، إلى إعادة -بناء سفينة الإصلاح- من خلال مؤتمر بهيج يشهده الجميع، قبل نهاية السنة الجارية، على أسس منيعة وقوية تنطلق من فكرة وأسلوب المؤسساتية، التي تشكل وحدها، نقلة كبرى ومهمة على صعيد إنضاج التقاليد السياسية المدنية لشعبينا، خلافا لما يخدم فردانية شخص أو مجموعة أشخاص. نعم إنه المؤتمر الذي سيخرج منه حزبنا قوة جامعة لقوى الإصلاح الوطنية المستنيرة والمتمسكة بمنهاج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الإصلاح والتغيير، والقيم الوطنية الكبرى. "إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب"." وهذا نص كلمة رئيس حزب اللقاء، ذ/ محفوظ ولد بتاح: " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين ((وَاعْتَصِمُوابِحَبْلِاللَّهِجَمِيعًاوَلَا تَفَرَّقُوا.....صدق الله العظيم)) السيد رئيس حزب الإصلاحذ / محمد ولد أحمد سالم ولد طالبن السادة رؤساء الأحزاب الوطنية ضيوفنا الكرام، كل باسمه وجميل وسمه السادة قادة ومناضلي ومناضلات حزب اللقاء والإصلاح أيها السادة والسيدات، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، يشرفني ويسعدني كثيرا أن نلتقي هذا اليوم، للإعلان عن حدث نرجو أن يكون له ما بعده داخل ساحتنا السياسية، لكونه يدشن مسارا مغايرا لما كانت عليه الخريطة الحزبية في بلدنا العزيز من تشرذم وتمزق وتشتت، وهو ما أفقدها القدرة على التأثير، وجعلها عاجزة عن أداء دورها بفعالية. لذا فإننا اليوم نحتفل بقرار قيادتي ومناضلي حزبي الإصلاح واللقاء، القاضي باندماجهما في حزب واحد، هو:>>حزب الإصلاح<<،وهو ما يعبر عن خيارهما الجماعي بتغليب الجانب الوطني على النوازع الشخصية.. اندماج نرجو أن يكون نموذجا تقتدي به الأحزاب الأخرى، لما له من تأثير، يكرس فاعلية الحياة الحزبية ببلدنا. إن خطوة سياسية كهذه، تشكل مناسبة لنا لدعوة كافة الفاعلين في الطيف الحزبي وخارجه، الداعمين لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للالتحاق بنا من أجل خلق فضاء سياسي يحقق معادلة كفيلة بإيصال مضمون برنامج فخامته إلى كافة فئات الشعب الموريتاني، الذي يعتبر فهمه وتبنيه لهذا البرنامج، شرطالا غنى عنه لإنجاح أي مخطط تنموي.. وفي المقابل.. تكون أولى أولوياتنا أيضا إيصال هموم ومطالب مواطنينا إلى قيادته الوطنية. إنها معادلة، لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تكتل سياسي فاعل ومؤثر، تنصهر فيه كافة القوى الراغبة في تجاوز عثرات ومعضلات الحاضر، بروح جماعية، ترى في العمل السياسي الجاد وسيلة للحفاظ على الدولة الموريتانية الجامعة: التي تعتبر إنجازا لا يقدر بثمن، عجزنا عن تحقيقه تاريخيا، وسيشكل أي مساس به،خسارة مضاعفة ومكلفة، إن نحن فشلنا -لا قدر الله- في صيانته وترسيخ دعائمه المؤسسية. حضورنا الكريم، إن سنة من حكم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، قد تحققت خلالها جملة من الإنجازات يمكن وصفهابأنها كانت فرصةلإبعاد المخاوف وتقريب الآمال..ففيها تم إبعاد مخاوف عدم الاستقرار الداخلي، لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية.. وما القضاء على ما أفرزته الانتخابات الرئاسية الأخيرة من شحن فئوي وعرقي كان يراد له أن يكون فرصة للإطاحة بالدولة وبث الشحناء والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، إلا دليلا على ذلك. وفي هذا الإطار سنت القوانين الكفيلة بالحد من الدعايات العنصرية التي امتلأت وفاضت بها صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وتمت ملاحقة بعض فرسان تلك الحملات التي كادت توقع بالمجتمع عن وعي أو غير وعي أصحابها.وتم نزع فتيل الأزمة السياسية بتطبيع الساحة السياسية والانفتاح على المعارضة واشراكها في الرأي حول القضايا الكبرى التي تهم حاضر البلد ومستقبله. واشراكها بالأحرى في تسيير المجهود الوطني لمكافحة جائحة كورونا المستجد التي تعتبر قضية وطنية تسمو فوق كل الاعتبارات السياسية والاجتماعية..كما تم إبعاد المخاوف الناجمة عن هذه الآفة ورسمت خطط محكمة حدت إلى مستوى كبير من آثار الجائحة التي الحقت أضرارا بالغة في الأنفس والاقتصادات في دول ريادية في كافة مجالات الحياة. وعززت مقاربات مكافحة جائحة كورونا صحيا بإدخال فقراء البلد في حضن الدولة فوجدوا فيها أما حنونا وفرت لهم الأمل والأمان ووزعت المؤن وقربت الحاجات الأخرى، بتخصيص مبالغ نقدية لمآت الآلاف من الأسر. كما تم إبعاد مخاطر الجفاف الماحق الذي عرفته البلاد هذه السنة، فوزعت كميات هائلة من الأعلاف بأثمان ميسرة على المنمين والمزارعين ضمنت المحافظة على الثروة الحيوانية للبلاد وحافظت على مصدر عيش مآت الآلاف من الاسر التي تعتمد على تنمية مواشيها كمصدر وحيد للدخل. أما على المستوى الاقتصادي فقد تم انتشال البلد من انهيار ماثل لحظة تسلم الرئيس للسلطة، وذلك من خلال خطط محكمة، ترشد الموارد وتوجهها وجهتها الصحيحة. وبخصوص العلاقات الخارجية : فقد ووجهت كل عوامل عدم الاستقرار بالحكمة المستنيرة وهو ما ضمن للبلاد استقرارها وأبعد عنها المخاطر المتأتية من أوضاع الجوار المباشر، وعقدت مؤتمرات حول ظاهرة الإرهاب، توجت بمؤتمر نواكشوط لدول مجموعة الساحل الخمس الذي شاركت فيه قيادات بلدان أوربية وازنة، كالرئيس الفرنسي الذي حضر شخصيا ورئيس وزراء اسبانيا، والمستشارة الألمانية عبر الفيديو. فبقدرما تبعد المخاوف تقترب الآمال، لذا كانت السنة الأولى من مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني سنة قربتالآمال وحققت المزيد منها. فأي أمل أكبر لدى الموريتانيين من أن يضمن أمن واستقرار دولتهم، لينعموا داخلها بالعدل والمساواة، بعدما كانت أداة لتخويفهم والاستحواذ على مقدرات بلدهم. أليس من تقريب الآمال أيضا العناية بالتعليم للنهوض بالمجتمع والدولة تأسيا بالدول التي شيدت نهضتها على تعليم الأجيال وتكوينها، عناية جسدها فخامة رئيس الجمهورية بحضوره انطلاق السنة الدراسية 2019 – 2020 وبناء المدارس كذلك والمعاهد التكوينية، والعمل على وضع إصلاح شامل للتعليم. ينضاف إلى ذلك المشاريع الطموحة للقضاء على الفقر وتشغيل الشباب وتمويل آلاف المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأخيرا أليس من تقريب الآمال وتحقيقها حقا أن تعاد للدولة شرعيتها في نظر المواطنين وينعموا بسياسات تعبر بوضوح عن إرادة صادقة لإصلاح الشأن العام الوطني، وطي صفحة الفساد تلك الإرادةالتي تجسدت في حرص فخامة الرئيس على الفصل بين السلطات وعدم اعتراض السلطة السياسية -ولأول مرة في التاريخ السياسي للبلد- على انشاء لجنة برلمانية للتحقيق في مجالات واسعة من تسيير موارد الدولة طيلة العشرية الماضية وما سيترتب على ذلك من تداعيات ستكون بداية لصفحة جديدة من التعاطي السليم مع الشأن العام وخاصة المال العام الذي لن يظل نهبا دون مسائلة وعقاب للحكام وكل من يتولى تسيير مرفق عام. حضورنا الكريم، ليس من الفضول ولا من الترف الفكريأن ننبه في هذا المقام -ونحن نحقق اليوم تجربة سياسية جديدة تواكب عهدا سياسيا يريد له فخامة رئيس الجمهورية أن يكون عهدا للديمقراطية ودولة القانون-على ضرورة أن تضطلع الأحزاب السياسية في بلدنابدورها المحوري في الحياة السياسية كما هو حاصل في الدول التي تبنت التعددية السياسية خيارا. أريد هنا أن أشير على وجه الخصوص إلى ضرورة أن تضيف الأحزاب لأدوارها التعبوية التي كادت أن تكون مهمتها الوحيدة منذ بداية تاريخنا السياسي الحديث، دورها المتمثل في التوعية والتوجيه والتثقيف، لأنه ليس هناك من سبيل آخر لبناء الدولة الحديثة الديمقراطية التي يتوق إليها شعبنا، الذي خاض تجارب مريرة مع صنوف الاستبداد والطغيان والفساد. فلا بد من تهيئة الأرضية، لتصبح تجربتنا الديمقراطية مثمرة وبناءة–بعد أن توهمنا بالمنطق الإيديولوجي أنها جاهزة للاستعمال في كل زمان ومكان، كما هي في بلدان المنشأ الأوروبي. وقد اتضح من تجربة البلاد السياسية المتعثرة في العقود الماضية، أن الأحزاب والنخب السياسية أهملت دورها في التأسيس للديمقراطية بعدم بناء أرضية ثقافية صالحة لها، تمكن من رعاية ونمو بذرتها، معتبرة أن الديمقراطية تنحصر في شكليات، في حين أنها وعي وقناعة تمتلأ بها الرؤوس قبل الاحتكام إلى صناديق الاقتراع. وإلى أن نبلغ الهدف المنشود في بناء دولة ديمقراطية مطمئنة- كما يريد لها فخامة الرئيس..دولة تحتضن الجميع، بعيدا عن العصبيات والهويات المنغلقة على نفسها، التي لا ترى في الديمقراطية إلا وسيلة للصعود إلى الحكم وممارسة دكتاتورياتها على العصبيات الأخرى، فلا بد الآن وليس الغد من ترسيخ ونشر الثقافة الديمقراطية، وهي مهمة لا يمكن أن يقوم بها سوى الأحزاب السياسية الفاعلة والمؤثرة. وأخيرا لا يفوتني إلا أن أشكر رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وجميع حضورنا الكريم على تشريفهم لنا بمشاركتهم لنا الاحتفال بهذا الحدث السياسي الهام." أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرئيس ذ / محفوظ ولد بتاح نواكشوط، بتاريخ: 05/08/2020 ِ َََََََََََََََِ َ